الرئيسية - إتفاقية الإستخدام - تواصل 



كلمات سمو الرئيس

 

بسم الله الرحمن الرحيم يسرني اليوم أن أقف أمامكم مع سمو الأميرتشارلز، أمير ويلز والضيوف الكرام وسعيداً بحضوركم اليوم لهذا الحفل المختصر لتقديم هذه الجائزة الاعتبارية، التي في معناها قد تكون قليلة ولكن في اعتقادنا وفي الواقع -إن شاء الله- هي انطلاقة لوعي أوسع لقضية التراث وقضية التراث العمراني الوطني بشكل عام. إن المملكة العربية السعودية هذه الدولة الوثابة الناهضة قد انطلقت -ولله الحمد- في أبعاد كثيرة فيما يتعلق بالتطوير الحضري وتطوير مدنها وتطوير البشر، إلا أننا في السنوات الماضية، قد أخفقنا -إلى حد كبير- في أن نعطي اعتباراً أساسياً لتراثنا العمراني، ومعنى هذا التراث في مستقبل نمو هذه الأمة، فلذلك نشأت هذه الجائزة من هذا المنظور؛ لأن التراث العمراني لا يعني بقايا الماضي، والحفاظ عليه لا يعني دعوة إلى التخلف، بل هي العكس من ذلك، فعندما نرى اليوم الدول المتحضرة ومنها بريطانيا، الدولة المتحضرة التي يجلس معنا ضيوفنا الكرام في هذه الجائزة اليوم والدول الأوربية الأخرى، والدول التي تنظر إليها متحضرة نرى هذه الدول مع استباقها للزمن في مجال التقنية وفي مجال الفضاء والمجالات الطبية، والمجالات الحضرية المختلفة، إلا أنها تعطي عناية خاصة بالقرى والمدن والمباني التي تنطلق من تراث هذه الأمم، وتعبر عن جانب أساسي عميق من حضارتها، فالأمة التي تتطلع إلى المستقبل كما تتطلع هذه البلاد منذ نشأتها، -ولله الحمد- لا بد أن تكون من الأمم المتمسكة بتراثها وحضارتها، وكما أننا اليوم نعيش في هذا العصر الذي أصبح يسمى بعصر العولمة، فقد أصبح من الضروري لنا أن نشارك في عملية العولمة ونؤثر في القرار الإنساني في المستقبل المقبل، ونشارك ليس بعلمنا أو بمالنا أو اقتصادنا ولكن نشارك أيضاً ببعدنا الحضاري، والأمة التي لا تعتني ببعدها الحضاري الثقافي التراثي تبقى مهيضة الجناح، وهي تطير بجناح واحد إن سمي جناح الاقتصاد أو سمي جناح القوة أو سمي جناح التقنية، وأنا سعيد أن أقول اليوم وبكل معنى الكلمة: إنني ألمس في السنوات القليلة الماضية وبعد أن عاصرت عملية التراث من خلال مؤسسة التراث الخيرية التي تشرفت بإنشائها وتأسيسها، وبموازنة غير ربحية منذ أكثر من 17 عاماً، ألمس حقاً بعد التمنع الكبير جداً سواء في الجامعات الوطنية أو على مستوى البلديات أو على مستوى المجتمعات المحلية، ألمس تغيراً وتحولاً جذرياً نحو العناية بالتراث الوطني بشكل عام، والعناية بالتراث العمراني بشكل خاص، وهذا التحول لم يأت من عمل قامت به مؤسسة التراث أو قامت به مؤسسات منفردة، بل أتى أساساً من توجه القيادة الحكيمة، فما عناية خادم الحرمين الشريفين بالجنادرية، وبتطوير المناطق التاريخية في هذه البلاد، وما عناية سيدي ولي العهد بما شاكل هذا الموضوع وتبرعه وتقديمه كثيراً من الدعم لمشروعات من هذا الجانب، ومنها برنامج الأمير سلطان للعناية بالمساجد التاريخية، إلا فقرات مهمة للتحول بالمجتمع السعودي نحو الاهتمام بالتراث الوطني. فهذه البلاد ليست بلاداً مفرغة من تراث ولا مفرغة من حضارة كما يريد بعضهم أن يعتقد الناس وليست بلاد نفط فقط، بل هي بلاد الحضارة تقاطعت عليها حضارات الدنيا، وتعاقبت عليها الحقب التاريخية وفيها مخزون من التراث الحضاري والعمراني الذي قلما يوجد مثله في عالمنا المحيط؛ ولذلك وجب على أهل هذه البلاد أن يكون لهم الدور الأكبر لإعطاء القضية عناية أكبر، وأنا أستطيع أن أقول اليوم: كبشرى -إن شاء الله - إن العناية المؤسسية بقضايا التراث بدأت تنطلق بعمق وبعد كبيرين جداً، فهناك عناية أساسية من الهيئة العامة للسياحة والآثار بتوجيه من سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس إدارة السياحة سابقاً، سمو الأمير نايف -وزير الداخلية-، رئيس الهيئة العامة للسياحة حالياً- وبدعم كبير من الـ(11) وزيراً المشاركين في مجلس إدارة الهيئة بإصدار الهيئة قرارات أساسية بأمر من سمو سيدي ولي العهد، ودعمت بقرارات من سمو سيدي وزير البلديات، وقرار من سمو وزير الداخلية يمنع أي هدم لأي تراث عمراني في المملكة بحجة أنه آيل إلى السقوط، وقد تم تنفيذ هذا القرار منذ ثلاث سنوات تقريباً، ويتابع الآن مع البلديات والداخلية، وتقوم الهيئة بفحص هذه المواقع قبل السماح للتعدي عليها. كما أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد استثمرت جيلاً جديداً من رؤساء البلديات، وسوف تقوم بتدريب ما لا يقل عن 150 رئيس بلدية ومسؤولاً في البلديات الوطنية بأن تبعثهم ببعثات إلى دول متقدمة، وقد ذهبوا إلى إيطاليا وفرنسا ومصر، وسوف يذهبون الآن إلى تونس وماليزيا على دفعات كبيرة للاطلاع على تجارب هذه الدول في الأبعاد السياحية المختلفة، وبالأساس منها المحافظة على التراث العمراني. وأنا سعيد أن أقول: وقد قُدّر لي أن أجتمع مع رؤساء البلديات الذين ذهبوا وبعض منهم أتى إليّ وقال: نحن كنا نخطئ ونرتكب جريمة في حق تراثنا الوطني بأن نهدمه بحجة إنشاء شارع أو بناء منشأة حديثة، فلذلك نحن أيضاً نستثمر في الجيل القادم من رواد العمل التنموي في المملكة وهو رؤساء البلديات، وكنت أستبق الزمن اليوم ولكن بحضور سمو ولي العهد الأمير شارلز حرصت على أن أعلن أنه في هذا اليوم سوف ننشئ صندوقاً لإحياء القرى التراثية، تشترك فيه وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة البلدية، وقد تمت دراسة هذا الصندوق والموافقة عليه، وسوف ينطلق هذا الصندوق في ترميم أول قرية تراثية في المملكة بعد 15 يوماً من الآن، ويهدف هذا الصندوق إلى إحياء القرى التراثية في المملكة بحفز المواطنين إلى تقديم الدعم ودعم الدولة متضامناً مع ذلك لإحياء هذه القرى، لأن تكون وعاء لكي يمارس الناس فيها حياتهم، وتكون مورداً اقتصادياً. فالعناية بالتراث لا تعني العناية العاطفية، وإنما تعني أيضاً أن هذا التراث هو مورد اقتصادي أيضاً، وأساسي للسكان المحليين -إن شاء الله-. تقوم الهيئة العامة للسياحة الآن بشكل مؤسسي للعناية بالتراث الوطني، كما أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تتضامن أيضاً مع الهيئة اليوم في عدد من المشروعات، منها: تطوير وسط المدن القديمة، وتحت يدنا الآن ستة مشروعات للتطوير وأعمال تطويرية، وهي تقوم بتسجيل مواقع بمنظمة اليونسكو -إن شاء الله-، بوصفها تراثاً عالمياً. ولذلك ترون أمامكم مجموعة من السكان المحليين الذين التقيتهم، وقد التقيت المئات منهم في أنحاء المملكة المترامية، ووجدت حقاً اهتماماً كبيراً منقطع النظير من هؤلاء لتبني هذه القضايا، ليقينهم اليوم أن تراثهم الوطني العمراني في مواقعهم هو مكسب لهم، وهو جائزة لهم يجب المحافظة عليها؛ ولذلك تأتي هذه الجائزة تقديراً لهذه الأعمال البحثية والإنشائية والمؤسسية وأعمال السكان المحليين، كما سوف تتوسع -إن شاء الله- أعمال الجائزة في الدورة القادمة إلى مجالات أرحب. وفي الختام يسعدني أن أعلن عن الجانب الجديد من الجائزة وهو الجانب الوحيد الذي يغطي الجزء العالمي، إذ إن الجوائز كلها تقدم للتراث العمراني الوطني والمشاركة في ذلك، وهذه الجائزة ذات البعد العالمي (جائزة الإنجاز مدى الحياة)، أو جائزة العمل مدى الحياة، وقد قررت لجنة الجائزة ذلك، ويشرفني أن أعلن ترشيح صاحب السمو الملكي أمير ويلز لهذه الجائزة. على ما قدمه طوال حياته من مجهود خارق في ظل ممانعة ومعارضة شديدتين سواء على المستوى الإعلامي أو على المستوى المهني لقضية التراث العمراني وأهميته الحضارية في بناء الأمم، ولذلك اليوم يسرني ويشرفني أن أدعو سموه الكريم إلى استلام جائزة الإنجاز مدى الحياة للتراث العمراني.


فيديو الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -أميرمنطقة مكة المكرمة- أصحاب السمو الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولاً أرحب بسموكم الكريم والحضور الكريم في حفل ختام الدورة الثانية للجائزة شاكراً لكم حضوركم الذي يعد دعما ًلما يبذل من جهود في مجال التراث العمراني لعل منها هذه جائزتي التي أعدها مساهمة وطنية لرد بعض الجميل ورد بعض من فضل هذا الوطن علينا جميعاً. لقد أنشأت مؤسسة التراث كمؤسسة خيرية لا ربحية سنة 1417هـ، ومع تعدد اهتماماتها بجوانب التراث المختلفة جاءت فكرة إنشاء الجائزة هذه الجائزة التي أنشئت سنة 1420 هـ؛ بهدف تشجيع العناية بالتراث العمراني، وترسيخ الوعي بأهميته كمورد ثقافي واقتصادي، وتأكيد ما يتسم به التراث العمراني في المملكة العربية السعودية من تميز وتنوع وإبراز التجارب العمرانية الحديثة التي تنطلق من استلهام تراثنا الوطني، واهتمامنا بالحفاظ على التراث العمراني كجزء من هويتنا وشاهد على حضارتنا بجزئه المرئي من التاريخ، وتطور هذا الاهتمام إلى تقديم جدواه كمورد اقتصادي لهذا الوقت، ولقد تضافرت جهود كثيرة للعناية في التراث العمراني. من أبرزها وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية ممثلة في الإمارات، وفي المهرجان الوطني في الجنادرية، والجمعية السعودية لعلوم العمران وهيئات أخرى لها إسهامها في دعم جهود الحفاظ على التراث العمراني. الهيئة العامة للسياحة والآثار من اهتماماتها التراث العمراني وسموكم الكريم من المهتمين بهذا التراث منذ 50 سنة إذ كنتم تدركون أهمية العناية بالتراث العمراني، والحفاظ على الهوية العمرانية، ودعوة إلى برنامج الحفاض على التراث ودوره في التنمية الحضرية وكنت مع صاحب السمو من أكثر المتفاعلين مع هذه القيم لقد برزت اهتماماتكم جلياً في عدد من الخطط والمشروعات في منطقة عسير الجميلة، وأجد أنها ستبرز بشكل واضح في هذه المنطقة الغالية من بلادنا إن شاء الله، واستشهدت على ثقتي هذه بما ذكرتموه قبل أيام من خلال طرحكم الطموح بخطة الـ 20 لتنمية منطقة مكة المكرمة واهتمامكم بتطوير الهوية العمرانية لمدن وحضارات المنطقة وحين قلتم مللنا مللنا مللنا البقاء في العالم الثالث، ولا بد لنا أن نتقدم، ونتحول لنحصل على نصيبنا من العالم الأول وفي العالم الأول، وتذكرون- حفظكم الله- ما كان في حفل تدشينكم مشروع تطوير قرية رجال ألمع في تهامة عسير قبل ما يقارب من سنتين ضمن مزارات برامج الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير القرى التراثية التي يتم تنفيذ العمل فيها الآن في 5 منها. تذكرون تدافع الأهالي كباراً وصغاراً شيباً وشباباً الذين عبروا عن رغبتهم بحماس منقطع النظير أمامكم كل حسب قدرته بالمساهمة و أسرته في البرنامج بمظهر بديع يعد علامة من علامات التحضر الذي تدعون إليه، ولعلكم يا سمو الأمير توافقون معي على أن تحضر الإنسان هو أبرز اهتمامات العالم الأول قبل أن يكون تحضره في البنيان والاقتصاد، وكلما تقدمت الدول في اقتصادها وإنجازاتها العلمية والتنموية لاحظنا اهتمام سكانها بتراثهم وحضارتهم، والشواهد على ذلك واضحة للعيان في الدول التي نعدها اليوم تقود العالم الأول الذي تطمحون إليه ونحن في منشأ الإسلام أولى بأن نكون متحضرين ولا مكان لنا إلا في الصف الأول إن شاء الله. لعلكم ترون أيها الحضور الكرام مما سبق ومما أمامكم من مطبوعات فيها البرامج المختلفة للهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارات الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات الخيرية، لعلكم ترون أن كثيراً من الطموح الذي عانينا بالدفاع عنه بدأ يؤتي ثماره على شكل منجزات وتشريعات ومشروعات تصب نحو المحافظة على التراث العمراني وتنميته في بلادنا، والحمد لله، وهي تعيش مرحلة استثنائية من التنمية الاقتصادية والعمرانية، ويحدث بها الآن نقلات كبيرة في مجالات التنمية الاجتماعية والتعليم والبحث العلمي وتطوير التقنية وقيادتنا الحكيمة تضع عيناً على العناية بالقيم بالتراث الوطني العريق، وعيناً أخرى على التخطيط والتقدم والتنمية في يقين أن كلاً منهما مكمل للآخر. ولسيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي عهده الأمين -حفظهم الله- مبادرات شخصية رائدة في مجال العناية بالتراث الوطني لعلني أستغل هذا الحفل المبارك لأشير هنا أيضا إلى أنني مع مجموعة من المهتمين بالتراث الوطني بصدد إنشاء الجمعية الوطنية للمحافظة على التراث الوطني -إن شاء الله- في وقت قريب، كما أكرر هنا شكري لسموكم الكريم على تشريفكم، وللحضور الكرام، وللرعاة بشكل خاص، وأمانة مدينة جدة وأشكر لسموكم الكريم حضوركم هذا الحفل. والسلام عليكم ورحمة الله.


فيديو الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم معالي مدير الجامعة وزملائه الكرام و الإخوة الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أولاً: نعتذر عن التأخير، و كان ذلك بسبب إصرار مدير الجامعة على أن نذهب إلى مشروع وادي التقنية ومشروعات الجامعة، وحقيقة كانت رحلة من أجمل الرحلات، هي رحلة قصيرة جداً بقصر الزمن الذي تمت فيه إعادة تطوير هذه الجامعة. جامعتنا الغالية، التي يجب أن تكون أفضل جامعة في المملكة العربية السعودية. ثانياً: أنا أشكر هذه الجامعة لاحتضانها الجائزة في هذا العام، ولكن قبل ذلك احتضان معالي مدير الجامعة وزميلي الدكتور عبد العزيز المقرن في كلية العمارة ومنسوبي الجامعة في هذه المرحلة قضية التراث العمراني في المملكة العربية السعودية. لم تحدث نقلات بالبناء في الجامعة ونقلات بالمشروعات فقط، ولكن حدثت نقلات بالعقول، فترة من الزمن مرت، عندما انطلقنا في برنامج التراث العمراني في التعليم الجامعي قبل عدة سنوات، كان هناك نوع من التمنع، أقول هذا لأخفف من الذي حصل في قضية الانخراط في الاهتمام بالتراث العمراني الوطني، واعتبار التراث العمراني الوطني نقطة انطلاق نحو العمارة الجديدة، ونحو القضايا الجديدة التي نسمع عنها خارج بلادنا، وحقيقة أنها انطلقت من عمارتنا ومن أصول عمارتنا. ثقافة الجامعة في هذه المرحلة سمحت بالتحولات الكبيرة التي تشهدها الجامعة في مجالات كثيرة، ومن أهمها مجال العمارة، والعناية بالتراث العمراني الوطني. ولا يوجد شك أن المملكة العربية السعودية تمرّ بمرحلة انتقالية كبيرة في قضية التراث العمراني، فنحن اليوم انتقلنا من مرحلة الهدم والتدمير - عن طريق الجهل أو عن طريق القصد - للتراث العمراني الوطني إلى مرحلة الاعتزاز، ومرحلة العناية الاقتصادية، ومرحلة التنمية، فاليوم المباني الآيلة إلى السقوط أصبحت المباني القابلة للنمو وللازدهار. اليوم نشهد مرحلة تاريخية في انتقال المملكة كدولة، و-الآن- كمواطنين، وهذا هوالأهم في العناية بالتراث العمراني بأبعاد لم نكن نحلم بها قبل سنوات قليلة. مراحل الجهاد الأولى التي كانت تقوم بهة مؤسسة التراث وشركاؤها ومن الناس الموجودين اليوم انتقلت إلى مرحلة تحول عميق جداً، سوف يتوج -إن شاء الله- في المؤتمر الدولي للتراث العمراني في العالم الإسلامي الذي سوف يكون برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله - الذي وافق في أقل من 48 ساعة على رعاية هذا المؤتمر في إبريل المقبل في الرياض. نحن سوف نعرض في هذا المؤتمر النقلات الهائلة التي عرضتها العام الماضي في الأردن، وفي بعض الدول، ولم يصدق الناس أن هناك دولة تمرّ بكل هذه المحاور، وكل هذه النقلات في وقت واحد، من ناحية الأنظمة، ومن ناحية التحول الذهني لدى رؤساء البلديات، ولدى المواطنين ولدى المجتمعات المحلية. الذين التقيت منهم أكثر من 60 – 70 من رؤساء البلديات في السنوات الماضية، والهيئة التقت أكثر من 600 منهم في جولات مستمرة. انتقلنا من مرحلة من يقول لي : لماذا لا تزيلون هذه القرى التراثية التي تحرجنا أمام زملاء أبنائنا الذين درسوا معهم في الخارج، و الذين يعتقدون أننا نعيش هكذا، انتقلنا إلى مرحلة أصحاب هذه القرى التراثية الذين تجمعوا الآن في مشروعات الجمعيات التعاونية التي انطلقت منها إن شاء الله 3 أو 4 من الآن، وتبدأ في خلال الأسبوعين المقبلين -إن شاء الله- الإقراض من صندوق التسليف للجمعيات التعاونية لإنشاء الفنادق التراثية والمشروعات الاستثمارية. انتقلنا من بلدوزرات البلديات التي تعمل ليل نهار، وبخاصةً في الليل، وهي تقضي على المواقع التراثية، إلى رؤساء البلديات الذين ذهبوا إلى دول العالم. أكثر من 300 رئيس بلدية ومحافظ حتى الآن، وهذه الجولات مستمرة. وقد تحولوا إلى حماة ورعاة وبنائين للتراث العمراني. انتقلنا من ميزانيات للهدم إلى رؤساء البلديات في أكثر من 50 – 60 بلدية بدءاً من العام الماضي حتى هذا العام. الحمد لله يعملون معنا بتضامن لإعادة تهيئة الساحات ومواقع التراث العمراني. انتقلنا من النظرة إلى التراث العمراني بازدراء، كأنه جسم غريب، كأنه أقل من مستوانا، إلى مستوى احترام تراثنا العمراني؛ لأن احترام التراث بشكل عام، والتراث العمراني بشكل خاص، في أي دولة اليوم حقيقةً هو علامة تحضر، والذي حصل أننا نحن - حقيقةً - ارتقينا إلى مستوى العناية بتراثنا العمراني، ولم ينزل مستوى تراثنا العمراني إلى مستوانا، هذه ممكن نقطة أول مرة أوردها، ولكن حقيقةً أنا أؤمن بها؛ لأنه عندما ذهب رؤساء البلديات والمحافظون كانوا مثلنا منبهرين بالثقافات الآخرى. ذهبنا بهم إلى ثقافات أعلى من حيث التحضر الاقتصادي والصناعي والثقافي إلى حد كبير، ذهبوا و رأوا هذه الدول التي انبهرنا بها، واخترعت لنا كل شيء نأكله اليوم وكل شيء نعيش فيه اليوم، ورأوا عناية هذه الدول بالتراث العمراني، وكيف حولته إلى موارد اقتصادية وثقافية وموارد جذب واعتزاز وطني. كانت رغبتي ورغبة معالي مدير الجامعة أن يكون أول حفل للجامعات في كلية العمارة في فترة النهار بحضور الطلبة ورواد المستقبل، وحقيقةً اعتزازي اعتزاز خاص بمشرفي الطلبة الذين رأيتهم اليوم وهم يجب أن يكرموا تكريماً خاصاً. حقيقة أنا سعيد بهذا الحضور الكريم والعزيز، و الإخوان الذين أشوفهم اليوم كلهم من الذين عاشوا قصة هذه القضية. وسوف يكون -إن شاء الله- حفل قريب لتكريم الطلبة في كلياتهم الذين أتوا منها، جامعة الملك عبد العزيز حصدت كثيراً من الجوائز، ولكن سوف يكون هناك حفل تكريمي في كلية العمارة برعاية الدكتور عبد العزيز، ومعالي مدير الجامعة، و -إن شاء الله- أكون من الحضور، حتى يرى زملاؤهم ذلك. ثانياً: زميلي وصديقي الدكتور أسامة، أنا كسبت الدكتور أسامة في هذه الجائزة؛ لأني أنا كنت و مازلت من المعتزين بكتاباته، و أعماله، فنحن الآن نمرّ بمرحلة نقلة كبيرة في هذه الجائزة. وثالثاً: سوف نعلن قريباً عن تطوير كامل لهذه الجائزة، ولأول مرة هذا العام ذهبنا بطلبة متميزين بجامعة الملك سعود مع رؤساء البلديات، ومع المحافظين إلى تونس. أقترح اليوم أن تكون الرحلة المقبلة تشمل الفائزين بالجائزة، ونعدّ هذا تقليداً أن تشمل الرحلات السنوية التي تقوم بها الهيئة لرؤساء البلديات أنها تشمل الفائزين بالجائزة حتى يكون هناك تلاقٍ بالجانب الأكاديمي والتعليمي. نحن نتطلع إلى أن الجامعات الآن تقوم بدورها في تطوير مواد البناء والعمل، ونحن في مؤسسة التراث الآن نقوم بتطوير لمواد البناء الطينية، مع شركات متطورة. يعيب علينا اليوم أن فرنسا تعدّ قاعدة في تطوير البناء بالطين، ونحن نعيش في بلد يجب أن يتطور فيه البناء بالمواد التراثية المحلية ليكون قابلاً للبناء، وهو قليل الصيانة، و أفضل من المواد المصنعة. يعيب علينا اليوم ألا نكون الدولة الأولى المتقدمة في تطوير تقنيات البناء المحلية، ونحن اليوم نعدّ من الدول المهمة على مستوى العالم العربي في تنوع تراثها العمراني. يعيب علينا أن جامعاتنا لا تكون المصدر الأساسي الأول للمعلومات عن التراث العمراني الوطني. وأيضاً لا يليق أن تكون جامعة الملك سعود، وهي موجودة في الدرعية، ولا تشارك في برنامج تطوير الدرعية التاريخية، البرنامج الآن مقدم لليونسكو، و أنا سعيد بوجود الدكتور علي الزميل الذي أكد لي أن نبدأ مع برنامج الجامعة إن شاء الله. ليشارك طلبة الجامعة بعمل أيديهم في مشروع تطوير الدرعية التاريخية. أنا كنت أبني بنفسي في مشروع مزرعتي في العذيبات، و كسبت من لمس المادة والعمل مع البنائين أكثر مما يكسبه أي إنسان في المكاتب الكبيرة،إذاً نحن نحتاج إلى خلق المهندس المعماري المتواضع، وليس المهندس المعماري الذي يريد أن يضع اسمه على المبنى قبل أن يضع فكره وقلبه في قلب المبنى. أيضاً ما أبوح به من سر أننا نعمل مع الجامعة الآن -إن شاء الله-، وهذا ليس إعلان عن مشروع، ولكن إعلان عن مبادرة مهمة لإنشاء مركز البناء بالطين مركز تطوير البناء بالطين في الدرعية التاريخية. أبشركم أن منظمة اليونسكو بتنسيق مع سمو الأمير فيصل بن عبد الله مع جامعة حضرموت، ومؤسسة التراث خصصنا حياً بالكامل في الدرعية لإنشاء مركز البناء لتطوير مبانٍ محلية بالتعاون مع جامعة الملك سعود. لذلك نحن اليوم نريد أن نذهب إلى المرحلة المقبلة، ونرتقي بعملنا العمراني بأن نحتضنه، وكلمة نحتضن أكبر كلمة أستطيع ان أعبر بها اليوم عن تراثنا العمراني المميز الرائع.نحن مقبلون على مرحلة انتقالية في مجال العمارة في مجال التمكين. وهيئة السياحة تحضر برنامج تمكين الآن، وهو يشمل تأهيلاً جديداً بالتعاون مع وزارت البلديات للمكاتب الهندسية التي سوف نعطيها تأهيلاً وترخيصاً جديدين على نطاق البلديات وتصنيفاً جديداً، فهذه المكاتب الهندسية مؤهلة للعمل في المواقع التاريخية والتراثية، ولكن حقيقة الآن يكون هناك تأهيل جديد للمقاولين، وسوف تبدأ هيئة السياحة مع البلديات ببرنامج تدريبي متكامل لشركات المقاولات بأن تكون مصنفة تصنيفاً جديداً للعمل في المواقع التاريخية. وسوف نبدأ الآن مع المجتمعات المحلية التي يمكن أن يكون فيها «مجمع»، أول وحدة فيها لبرنامج تدريبي للمواطنين الذين يريدون إنشاء شركات ترميم، ويعملون في مواقعهم لإدارة وتطوير مواقع التراث العمراني وترميمه وتطويره. «المجمع» انطلق ببرنامج اسمه «لا يطيح»، ونحن سوف نستخدم هذا المضمون في برنامج التدريب المحلي لتطوير قدرات السكان المحليين ليبنوا بأنفسهم وينشئوا شركات التطوير؛ فلذلك اليوم هذا جزء صغير مما أنا أدعو إليه. الجامعات تحتضن التراث العمراني الوطني وتنطلق منه، ليصبح هو أساس انطلاق عمارتنا الحديثة، ونستوعب ليس فقط رموزاً ومثلثات أشياء مثل هذه للعمارة المحلية، بل نستوعب روحها وتفوقها، ونضع خطاً تحت كلمة تفوق العمارة المحلية، وعندما ندرس قضية الاستدامة ننظر إلى العمارة المحلية؛ لأنا ندرس قضية الصيانة، وننظر إلى العمارة الحلية عندما ندرس روح البناء. أنا أقول شيئاً، وهو أنني أتطلع إلى المستقبل الذي تكون فيه المكاتب الهندسية والمهندسون المعماريون هم الذين يستطيعون أن يستوعبوا رغبة المواطن الذي تحول الآن نحو العمارة التراثية، واستيعابها كمسكن ومكان حياة، والبلد مقبلة الآن على مشروعات ضخمة لمشروعات التراث العمراني في وسط الرياض، ووسط جدة، ووسط الطائف. أبشركم مشروع تطوير وسط الطائف هذه السنة رصدت له ميزانية، وبدأ حجر الأساس يوضع لإعادة تطوير وسط الطائف التاريخي كما كان. بدأنا الآن بتطوير وسط المدينة التاريخي، لذلك يجب أن تستجيب الجامعات للأمر الواقع، فنحن نأتي الجامعات بتمنيات وطموحات. الآن أصبح الأمر واقعاً، المكاتب الهندسية يجب أن تستجيب للأمر الواقع؛ لأن الآن الطلب سيكون عالياً جداً على تطوير المشروعات والفنادق التراثية، وتطوير المواقع السياحية الكبيرة من منظور التراث العمراني الوطني. فهذا هو التحدي الآن، انتقلنا من تمنيات تراث وعاطفة نحو التراث، إلى منظور اقتصادي تنموي. مسار جديد، يجب أن تحتضنه كليات العمارة، حتى لا تعيش كليات العمارة في كوكب آخر كما كانت تعيش. اليوم المعماري السعودي المميز، هو المعماري الذي يلقن العالم شيئاً جديداً، وينافس العالم الغربي والشرقي على شيء، هو يفهم فيه كصنعة أكبر منه، ولن يُلحق فيه، يجب عليه هو أن ينطلق من التراث العمراني حتى يعزز هذه القيمة المضافة. أشكر معاليكم على احتضان هذه الجائزة، وأشكر الحضور، وأشكر زميلي الدكتور أسامة الجوهري، والدكتور زاهر عثمان -المدير العام لمؤسسة التراث- وسعيد بهذه الليلة المباركة -وإن شاء الله- نتطلع إلى أن تعرض مشروعات الفائزين، وينطلق الحفل المقبل في كلية العمارة. وأن ننطلق للحفل القادم في الجائزة الرئيسة التي تكون هذا العام بالهفوف في شهر إبريل من هذه السنة. الحفل الرئيس يكون كل سنتين لتسليم الجوائز. التي نتمنى أيضاً حضور الجامعة فيها وبهذه الجائزة -إن شاء الله-.


فيديو الكلمة

منطقة - أخي صاحب السمو الأمير بدر، السادة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحن جئنا نقدم جوائز، وتسلمنا جوائز منذ الصباح الباكر لهذا اليوم، ونحن نتلقى الجوائز جائزة تلو الأخرى، أولى هذه الجوائز هي الاستقبال الحافل الذي وجدناه وهو غير مستغرب من أهالي هذا البلد المبارك الذي شكل طوال تاريخ هذه الدولة المباركة عنصراً مهماً أساسياً في تكوين وحدة هذا الوطن، وفي تمكين وحدة هذا الوطن، وأيضاً ما رأيناه من اهتمام كبير جداً بالتراث العمراني يساوي جميع الجوائز في العالم. فالعلاقة علاقة شخصية بالأحساء وأهلها و أمانتها المميزة بكل المقاييس وعلاقة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعلاقة مؤسسة التراث التي عملت هنا أيضاً في بعض المشروعات هي علاقة استثنائية، فطوال هذا اليوم وبمعية أخي سمو الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز- وزير الشؤون البلدية والقروية، وسموه الكريم و أصحاب السمو الأمراء و الإخوان ونحن نتردد بين مشروع مميز ومشروع أميز، وما يكسبه الجميع اليوم أننا رأينا أيضاً ثمرة هذا التداول وهذا الاهتمام بقضية التراث، و انطلاقته محلياً. الاهتمام بالتراث العمراني لم يصبح قضية عبث، أو قضية سياحة، أو قضية جماليات، أو قضية أشكال ورموز، الاهتمام بالتراث العمراني هي قضية مستقبل، وقضية تراث أمة، والتراث العمراني هو الشاهد الذي يراه الإنسان، ويعيشه كل يوم ويعيش فيه جزء من حياته ومن حياة أطفاله و أسرته، واهتمام الدولة ممثلة بالهيئة أو المؤسسات، مثل مؤسسة التراث أو السباقين في هذه القضية، مثل مهرجان الجنادرية هو اهتمام أصيل مبني على تكوين هذه الدولة أساساً، وسر استمرار هذه الوحدة المباركة إن شاء الله إلى الأبد وقوتها المتزايدة يوماً وراء يوم هو تمسك أهل هذه البلاد بدينهم وعقيدتهم وقيمهم التي يستمدونها من هذه العقيدة الصافية، ومن هذه الأخلاق العربية الحميدة، فالمعادلة التي حققتها المملكة، وتحققها كل يوم، وترددها ويرددها قائد هذه البلاد هذا القائد الاستثنائي بكل المقاييس الذي يعمل اليوم بسرعة تتعدى سرعة الصوت، وأنا أعرف سرعة الصوت إلى حد ما، لنقل هذه البلاد إلى مراتب أعلى وأعلى، ومن حال إلى حال، لتكون حقيقة في مصاف دول العالم الأول، ولكنه في كل يوم، وفي كل لحظة يردد ويؤكد ما أكده المؤسس والد الجميع الملك عبد العزيز- رحمه الله- الذي قاد مرحلة التأسيس مع الرجال الذين ترون أحفادهم أمامكم الآن، هو أن هذه البلاد مستقبلها مرتبط دائماً بتراثها وبقيمها ومرتبط باستلهامها للتاريخ، ووقوفها على أرض صلبة، فاليوم لا يمكن لأمة أن تنهض إلا بالوقوف على أرض صلبة، و الأرض الصلبة اليوم هي معرفة الإنسان تاريخه، ودينه، ومكانه في العالم ومكانه في المجتمعات الدولية التي تتسابق اليوم إلى تأكيد هويتها وشخصيتها لم يعد اليوم الاهتمام بالتراث العمراني من الترف، ومن الذكريات،أومن قضية الحنين إلى الماضي، أو حتى قضية الهوية0 أصبح اليوم شيئاً معيشاً في حياتنا، و أصبح اليوم شيئاً يمول من البنوك، وتموله الدولة من بنك التسليف، وأصبحت اليوم القرى التراثية التي تمنع أهلها في يوم من الأيام (ليس كل أهلها) من الهدم مثل أشيقر. وهي حقيقة أحد البلدان السباقة، فبينما كان الناس يهدمون كانت أشيقر تبني وبينما كان الناس يتجاهلون بلدانهم التراثية كان أهل أشيقر يجتمعون ويضعون أمولهم الخاصة في التطوير 0 اليوم تغير هذا الأمر- بحمد الله تعالى- هذه الحالة الانتقالية أنا عاصرتها 25 سنة، وبالمصادفة مع الدكتور مشاري النعيم،هذا الكاتب المهني المميز خبرني اليوم أنه لا مجال لي لمراجعة الكتاب، أريد أن أدخله المطبعة على أساس ألا أراجعه زيادة. قصة التراث هي قصة عجيبة، ولي ذكريات كثيرة فيها، سيصدر جزء منها في هذا الكتاب والجزء الأكبر في الكتاب الأكبر بعد الصيف -إن شاء الله-، والذي ماكنت أراه بعيني و أنا أتنقل بين قرى المملكة وحواضرها، وأدخل في بيوتها الصغيرة والكبيرة.

بسم الله الرحمن الرحيم هذه الطريقة هي الطريقة المثلى التي بها يكرم من يستحق التكريم، والجميع - حقيقة - يستحقون التكريم اليوم، لكن تمَّ اختيار مجموعة من المكرمين بأعمال مميزة، الذين كرموا في هذه الكلية وكلية العمارة. اليوم نجلس - ولله الحمد - ونستشعر هذه الانطلاقة العظيمة للعناية بالتراث الوطني، وفي رحم هذه الجامعة جامعة الملك سعود في الدرعية، ومن الخطأ أن يقال: جامعة الملك سعود بالرياض؛ لأنها من سكان الدرعية. أنا أنظر اليوم إلى أنه تكريم للجائزة، وليس لهم، الدكتور حصين، والدكتور الجديد، والدكتور يوسف فادان من الجامعة، وعندما ذكرت أعتقد سنة 1417هـ، ونحن في طريقنا إلى الدرعية، وهذه كلها أسرار موجودة في كتاب سيرة من التراث العمراني، إن شاء الله، يصدر الجزء الثاني منه قريباً، ذكرت حول تحقيق الدرعية هل يعقل يا سمو الأمير أن تبقى الدرعية التاريخية، وهي مقر الدولة السعودية الأولى، التي جمعت شمل شتات الناس تحت مظلة الخير والبركة والنمو، هذه الجزيرة الآمنة الذي يعيش العالم في براكين وزلازل، ونحن نعيش في كنف هذه الدولة الآمنة المستقرة هل يعقل تبقى هذه خرابة، فقال لي هل عندك استعداد تقدم لي دراسة، قلت الحقيقة أنا حاضر، وعندما أتينا إلى محافظ الدرعية، وتبقى هذه الذكريات مهمة نستذكر بحيث لا يكون الحديث مكرراً وشكراً وتقديراً وتشييداً، فجلس وفاجأني وكان سكان الدرعية موجودين، وقال: نحن نقصد أن يكون مشروع تطوير الدرعية، ومن ضمنه الدرعية التاريخية، لتكون موقع تراث عالمياً، هذا الكلام قبل إنشاء السياحة بست سنوات، وأعلن أنه كلفني - الله يسلمه - ورئيس البلدية، وأمير الرياض. وقمنا بدراسة، وأول من استنجدت به - كما أستنجد اليوم - هذه الجامعة العظيمة وهؤلاء الإخوة الموجودين في الجامعة والدكتور يوسف موجود، والمهندس علي الشعيبي ومجموعة خيرة من الناس. وعملنا مدة ستة أشهر، وقدمنا برنامج تطوير الدرعية، ووافق عليه المقام السامي الكريم، وانطلق على أسس تطوير الدرعية، التي تشهد الآن هذا المشروع، الذي - بحمد الله - انطلق بهذا الشكل القوي. فأُنجز وادي حنيفة، وستنجز الدرعية التاريخية - إن شاء الله - خلال سنة أو سنة ونصف، وهذه كلها أحلام تتحقق. ما نقوم به اليوم هو حقيقة، إعادة تكوين وحضور جديد لما يسمى البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وأنا اتفقت مع الجامعة على أن نعرض هذا البعد الحضاري على المستوى الخارجي. وعرض البعد الحضاري في جولات متحف المملكة العربية السعودية، وآثار الجزيرة العربية، وطرق التجارة، بدأ في اللوفر، ثم في إسبانيا، وانتقل إلى روسيا، وعدد من الدول بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، -حفظه الله-. ولكن الآن - إن شاء الله - ينطلق مركز البناء بالطين بجامعة الملك سعود، ونحن في الهيئة سنوفر له موقعاً تدريبياً في حي الطريف، ونريد لهذا المركز أن ينطلق في مطلع العام الدراسي المقبل. وأعتز أنا بشراكتي مع الجامعة بالكرسي الذي تكرم به عليَّ الإخوان، وأنا لست من أصحاب رؤوس الأموال، فأنا من أصحاب رؤوس الأعمال، وأنا مستعد أعمل بجهدي، ولكن أيضاً سوف نساهم مع الجامعة مالياً -إن شاء الله- في كل هذه البرامج، كما نساهم في عمل مؤسسة التراث، ونضيف جائزة أخرى، -إن شاء الله-، وهو البرنامج الذي يكرم سنوياً بالجامعات هو البرنامج التعليمي. أعتقد أن هذا تكريم مستحق للجامعات نفسها التي تعمل على برامج تعليمية، وللخبراء الذين يعملون في هذه الجامعات، وسوف نضاعف قيمة الجائزة -إن شاء الله- في الدورة المقبلة.

بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة والأخوات الكرام معالي نائب وزير التعليم العالي معالي مدير الجامعة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولاً نحمد الله سبحانه وتعالى ان اجتمعنا في هذا اليوم المبارك يوم من أيام الوطن العزيز ونحن ولله الحمد نعيش في هذا الاطمئنان وهذا الرغد وهذا الخير مودعين موسم حج الحمد لله موفق وأنا كحاج هذا العام استطيع أن أقول بكل تأكيد أن هذا الحج كان استثنائي ومميز ولله الحمد ثم أهنئكم بالعيد الأضحى المبارك وبهذه المناسبة الجميلة جداً وأجمل ما فيها حقيقة هو حضوركم وهذا الحضور الذي يدل على اهتمام كبير جداً ونقلة كبيرة جداً في اهتمام الجامعات السعودية ومنسوبيها بالتراث العمراني الوطني أتذكر الدكتور زميلي من المحاربين القدامى الدكتور أحمد السيف وهو الآن يتولى منصب عالي بوزارة التعليم العالي وهو خير من يتولى هذا المنصب أتذكر البدايات الأولى للتعليم لما بدأنا فيما يتعلق بالتراث العمراني في التعليم الجامعي والفترة التي بدأت في 1416 تقريباً ولم يبدأ هذا البرنامج كما يجب مع البدايات الصغيرة المتواضعة ونحن نرى اليوم وقد انطلقت هذه البرامج في جامعات المملكة جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز بالذات وجامعة الملك فيصل والجامعات الأخرى من منظور الحمد لله اليوم تكونت قناعة كبيرة بأهمية التراث العمراني الوطني لنا كمواطنين وأننا انتقلنا في هذه البلاد الطيبة من موقع ازدراء التراث العمراني إلى موقع اعتزاز وموقع استلهام وموقع استغلال للفرص التي سوف تكون متاحة إن شاء الله في هذا التراث العمراني الكبير ولذلك هذا الملتقى الوطني للتراث العمراني الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة مع شركاءها هو ملتقى حقيقة استثنائي بكل المقاييس وأنا أحس الجميع على حضور فعاليات الملتقى ومتابعة جلساته على الانترنت ومحطات التلفزيون وحضور الملتقيات والمعارض في الردسي مول وفي الهليتون وفي جدة التاريخية لأن جدة اليوم مدينتا الحبيبة تحتضن اليوم هذا الملتقى الوطني بكل اعتزاز وهي تنطلق إن شاء الله لاستعادة تراث هذه المنطقة الجميلة وبلا شك من أهم مواقع هذا التراث هي جدة التاريخية ولذلك أنا سعيد اليوم حقيقة بما رأيته من هذا الاقبال بجامعة الملك عبد العزيز وبالذات من الأخوات الذين يعملون في مجال العمارة الداخلية لأن سعادة الدكتورة ندى النافع وزميلاتها الذين بدوأ معنا منذ البدايات الأولى وأمنوا بهذه القضية وبدوأ يعملوا ويشاركوا في الجائزة ويشاركوا في الفعاليات بكل قوة لذلك نحن اليوم نعتز بهذه المشاركة من الاخوات وفي نهاية الأمر الأخوات هن مواطنات ولا فرق اليوم بين مواطن وآخر وبنات المملكة العربية السعودية لا يحتاجون إثبات أنفسهم أبداً بل نحن الذين نحتاج إن نعطيهم الفرصة المستحقة كمواطنين لأن يقدموا لبلادهم ويخدموا بلادهم ويشعروا بهذا الاعتزاز عندما يقدم المواطن خدمة لبلاده ولذلك أنا أعتز حقيقة بأبناء وبنات جامعة الملك عبد العزيز وأتطلع إن شاء الله اليوم لتوقيع اتفاقيات مهمة مع الجامعة توقيع اتفاقية التعاون مع الجامعة والهيئة العامة للسياحة والآثار وتوقيع اتفاقية إنشاء مركز التراث العمراني في البحر الأحمر مع جامعة الملك عبد العزيز كما إنشانا مركز البناء بالطين مع جامعة الملك سعود، وبوجود معالي الدكتور أحمد السيف كما قلت من المحاربين القدامى ووجوده اليوم معالي الدكتور أحمد عندما كانت قضية التراث العمراني قضية هامشية بالنسبة لكثير وخاصة في الجامعات السعودية وكان التراث العمراني بعداً منسياً بدأ وقد كان في ذلك الوقت يرأس قسم العمارة في جامعة الملك سعود وبرز مع اثنان أو ثلاثة من الجامعات الأخرى يتبنى هذا الموضوع وينطلق بهذا البرنامج متحدياً الأمر الواقع وأنتم اليوم كمواطنين تعيشون في دولة تحدت الأمر الواقع تعيشون في دولة استثنائية دولة نشئت في محيط خطر جداً وتعيش بين هذه البراكين التي تشتعل ويشتعل منها واحد أو أثنان وتعيشون في بيئة آمنة مطمئنة وفي تنمية كبيرة جداً ولله الحمد لأنكم مواطنين استثنائين مواطنين لا تخافون ولا تهابون التحدي الكبير واليوم أهم تحدي يواجه تراث العمران الوطني هو تغيير المفهوم لدى المواطن وخاصة الشباب وهو رجال المستقبل بأن التراث العمراني ليست قضية ترميم وليست قضية حنين للماضي بل هي قضية وفاء لهذه المواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية وفاء لهذه المواقع التي انطلق منها أباءكم وأجدادكم ولا يوجد مواطن اليوم ولا أسرة ولا قبيلة ولا بلدة ولا مدينة إلا ساهم كلاً منهم في بناء هذه الوحدة المباركة فهل يعقل أن يمحى هذا التاريخ ويصبح تاريخ الوحدة الوطنية المباركة التي نعيش تحت ظلها اليوم فقط مواد في الكتب وقصص تقرأ على الأطفال نحن اليوم بصدد تحويل هذه المواقع إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وتعيش فيها أنت وأسرتك تاريخ بلادك وتستمع فيها وتتطلع إليها باجازات نهاية الأسبوع وتتمتع بها وتجعلها جزء من حياتك كما نتطلع أن تكون مواقع التراث العمراني وهي الآن تتحول وأمامكم الآن جلسات الغرفة التجارية للمستثمرين والجلسات الكثيرة التي أمامكم أن تتحول مواقع هذا التراث العمراني إلى آبار نفط وهي حقيقة آبار نفط كاملة سوف يجد فيها إن شاء الله المواطنين والدولة اليوم تساعد في ذلك عبر القروض والبرامج المتخصصة مصدر رزق للملاك والذين يقدمون البرامج والخدمات وسوف تكون عامل أساسي لتوطين الناس في بلدانهم وقراهم خارج المدن الكبيرة إن شاء الله هذا ما تقوم به الدول المتحضرة وأنتم إن شاء الله تعيشون في دولة متحضرة فنحن اليوم نسابق الزمن ونستدرج ما صار من الهدم والإهمال وأنا أحي بلا شك في هذه البلاد الواعية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الذي نبارك له هذه الثقة على ما أصدروا من أوامر حازمة وفعالة وقوية لإيقاف هدم جميعا المباني التراثية والمساجد والحفاظ على التراث الأثري والعمران الإسلامي في المملكة العربية السعودية وخاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وما سيصدر إن شاء الله من قرارات قريبة جداً سوف تسمعون عنها بإطلاق المشاريع الكبرى في مجال التراث العمراني والأنظمة أنظمة الحماية الجديدة التي سوف تصدر مع نظام الآثار الجديد إن شاء الله التراث العمراني الوطني اليوم لم يعد قضية تشغل المفكرين والمهتمين هي اليوم رسمياً قضية تتنباها الدولة وتتبناها جميع مؤسسات الدولة بدون استثناء ويتبناها القطاع الخاص وإن شاء الله في طريقها إلى إن يتبناها المواطن والأهم عندي هو أن يتبناها الشباب لذلك اقترحنا اليوم أن نستمر في هذا الملتقى فيما سمينا التراث والمستقبل الذين تشاركون فيه أتمنى منكم حقيقة البقاء في أماكنكم وإثراء هذا اللقاء الذي قدمت جزء منه للجائزة اليوم وجزء منه للقاء حتى نختصر الوقت ونستمر في لقاء التراث والمستقبل للشباب ملتقى الشباب فكرة لم تأتي مني لكنها استوحيت من نشاطات قيادات الدولة وسمو أمير المنطقة لأهمية الملتقيات مع الشباب وأنتم اليوم عماد المستقبل تشكلون من 60-70% من سكان المملكة والإنسان الذي لا يرى أن الشباب يجب أن تخاطبه وتناقشه وتعطيه فرصة أن يقرأ فهو يجهل كيف نربي أبناءنا فنحن في الجزيرة العربية لا نربي أبناءنا وبناتنا منفصلين عن مجتمعاتهم منفصلين عن قضاياهم منفصلين عن تحديات المستقبل ليس هناك كبير يعرف كل شيء وشابة لا تعرف شيئ اليوم ا لوضع تغير والدنيا تطورت ونعود حقيقة اليوم للتعاون مع شبابنا أبناءنا وبناتنا بنفس الطريقة التي تعامل بها أجدادنا وأباءنا مع أبناءهم وبناتهم هذا ليس اختراع جديد ولم يخترع اليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة أنا متأكد أن بعض منكم اليوم على تويتر وعلى الفيس بوك لكن هذه كانت وسيلة تعامل الآباء والأجداد في الصحارئ والشواطئ وجبال بلادنا بأن كان الشاب والشابة يعيشون حياة الأسرة ويعيشون حياة تحدياتها ومطلباتها ويساهمون وكان الشاب يذهب إلى الحرب في سن 9 سنوات و10 سنوات واليوم نحن نخوض حروب من نوع مختلف حروب العولمة وحروب التحديات السياسية والتحديات الاقتصادية وتحديات المستقبل ونحن نتلمس في هذا اليوم في هذه البلاد الكريمة بلاد الحرمين الشريفين دورنا الأصيل بأننا نكون بناء لمستقبل البشرية أيعقل أن نتلقى التوجهات المستقبلية من كل حدب وصوب ونبقى قابعين نتلقاها فقط نحن اليوم أولى كخدم للحرمين الشريفين ومهبط الوحي والرسالة أولى من غيرنا أن نكون مساهمين رئيسين في بناء المستقبل الجديد في العالم الذي يحف المخاطر ولكن أيضاً تكتنفه الفرص الكثيرة إن شاء الله لذلك أبدأ بشكر لله تعالى ثم أقدم بشكل كبير لمعالي مدير الجامعة وزملاءه والأخوة والأخوات الذين شاركو في تقديم هذا اللقاء أيضاً كمؤسس لمؤسسة التراث الخيرية أقدم بشكل كبير احتراماً لهذه المؤسسة وأهنئ الفائزين وقبل كل شيء نهنئ أنفسنا نحن اليوم حقيقة كلنا فائزين ليس هناك فائز ولكن كلنا فائزين بالإقبال على هذه الجائزة وهذه الفعاليات وأنا أدعوكم أيضاً لزيارة موقع الهيئة العامة للسياحة والآثارscta.gov.sa وفيه موقع للملتقى بشكل كامل زيارة موقع التراث أنا كلفت الأخوان أن يكون هذا اللقاء والصور خلال ساعتين للأخوان اللي يصور معانا والأخوات أيضاً يجدون ما يريدونه وشاكر ومقدر لكم اهتمامكم وهذا التجمع الكبير ونبدأ على بركة الله سبحانه وتعالى

بسم الله الرحمن الرحيم .. بلا شك إني أسعد بأن أكون معكم اليوم، في هذه المؤسسة العلمية المرموقة، التي وقفت من قضية التراث موقفاً مشرفاً منذ سنوات طويلة، وفي الحقيقة أن قضية الاهتمام بالتراث الوطني العمراني لم تبدأ في هذه السنة، ولم تبدأ قبل عشر سنوات، بل بدأت منذ أكثر من 25 سنة. وهذه القصة رويتها في كتاب مع د. مشاري النعيم، وهو موزع في هذا الملتقى، وفي حفل افتتاح الليلة. وأود أن أذكر بالتحديد لماذا نحن مهتمون بقضية التراث العمراني الوطني، وقبل ذلك أوجه الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- اللذين وقفا مواقف مشرّفة، بعضها معروف للناس، وبعضها غير معروف في قضية حماية التراث العمراني من الاندثار، والعمل مع المؤسسات سواء مؤسسة التراث الخيرية التي بدأت منذ سنوات طويلة، أم – لاحقاً– مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. ونحن اليوم ننظر إلى قضية التراث العمراني على أنها قضية وطنية، بلا شك، وليست قضية عمرانية أو معمارية فحسب؛ لأنه من الخطأ أن تكون عنايتنا بالتراث العمراني العناية بالأشكال أو بالأمور الهندسية أو حتى بالتطوير الحضري المتعلق بالتراث العمراني الوطني المستوحى من ذلك، فهذه قضية مهمة، وقضية أنتم تخدمونها -كما رأيت اليوم– بشكل مميز وأنا أود أن أسجل إعجابي بما رأيته اليوم من نقلات كبيرة جداً ومقارنة بسنوات مضت في أعمال الطلاب. إن الذي يعرفني يعرف أنني لا أجامل إلى حد ما، أقول الحقيقة أو أصمت، وما حصل أن د. وليد الحميدي -نائب رئيس هيئة السياحة لقطاع المناطق- في بدايات الهيئة ذكر أن إحدى الجامعات عرضت مشروعات الطلاب، ودخلت أستعرض تلك المشروعات، فوجدت المباني المتناثرة والزجاجية والمباني المستوحاة من لا شيء، والمنسوخة من معماريين عالميين، بطريقة النسخ والنقل، وليست طريقة الإيحاء الذي له علاقة ببيئتنا أو مجتمعنا، وليس له علاقة حتى بحاجاتنا، وأذكر أنني تجولت في ربع المعرض واعتذرت، وهذه القصة أقولها أول مرة. وقلت لـ د. وليد: رجاء لا تدعوني أن أطلع على أعمال الطلاب مرة أخرى؛ لأني حزنت بما رأيت، وأعتقد أن هذا هو الاحتقار غير المقصود والمسبب من بعض هيئات التدريس الذين أتوا من دول مختلفة، أو من بلادنا – مع الأسف – ونقلوا معرفة لا تنتمي إلى معرفتهم المحلية، واحتقروا تراثنا، سواء المعماري أو غيره في كثير من الأحيان، واعتقدوا أن تراثنا متخلف وضعيف ورجعي كما سُمينا في كثير من الأوقات في الستينيات. وهذا الرجل الجالس معنا الآن د. أحمد السيف، كان يرأس قسم العمارة في جامعة الملك سعود، وقدمنا في سنة 1416هـ مشروعاً متكاملاً اسمه التراث العمراني في التعليم الجامعي، ووجد تأييداً من معالي وزير التعليم العالي، ثم عُقد اجتماع لعمداء كليات العمارة، وكنت -آنذاك- رئيساً فخرياً لجمعية علوم العمران في جامعة الملك سعود، وكان لقاء كارثياً؛ لأن أكثره كان مديحاً ومجاملة لشخصي ولبعض الحضور. ولم يكن هناك حماس قط كما رأيت في هذه الجامعات والحضور لتلقف هذه الفرصة التاريخية بأن نعيد الاحترام إلى تراثنا العميق والقوي والثقيل الوزن المحترم والمتنوع، وانتهى اللقاء بمناقشات حادة وقتلت هذه المبادرة، إلا ما قلّ. وقد تبنى هذه المبادرة شخصان فقط، وهذا الرجل الجالس أمامنا الآن هو د. أحمد السيف أول واحد تلقى هذه المبادرة وكلمني قائلاً: لا تهتم بموقف الجامعة وكلية العمارة، وقد جهزت برنامجاً متكاملاً حول ذلك، وسوف أتبناه، وهذا البرنامج الآن هو أساس برنامج مهم في جامعة الملك سعود، ثم انتقل بعدها إلى حائل، ونقل معه البرنامج بشكل قوي، وهو الآن عضو في الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز التراث الوطني. قصة انتقال التراث العمراني الوطني من حالة الازدراء والاحتقار التي كنا نعيشها مع البلديات والجامعات والمواطنين، هي قصة عجيبة، وقد جاءت في كتاب التراث العمراني، وهذا الكتاب لا يعلمكم شيئاً، إنما هو قصة، وقد تحولت إلى المسار الصحيح. منذ سنوات في الهيئة العامة للسياحة والآثار ذهبنا برؤساء البلديات ورؤساء المحافظات في رحلات استكشافية إلى مواقع للتراث كانت مهملة ومدمرة في بلادنا، وتحولت إلى آبار نفط، وخصوصاً في المنطقة الشرقية، وتحولت إلى مواقع انطلق منها الاقتصاد المحلي وفرص العمل، وجمعت شمل الأسر التي تشتت أبناؤها في المدن الكبرى لطلب العيش، وذهبنا بهم إلى دول متحضرة، وذات اقتصاديات ضخمة وكبيرة وقوية، وليست دول احتاجت إلى أن تلجأ إلى شيء مثل التراث العمراني بحكم أن اقتصادياتها ضعيفة، حيث ذهبنا بهم إلى إيطاليا وفرنسا وبعض الدول الغربية والشرقية، وهي موجودة على موقع التراث العمراني، ولا بد لكم أن تقرؤوا رسائل رؤساء البلديات التي كتبوها وهم يتجولون في تلك المناطق التي انبهروا بها، وكيف تحولت إلى موارد اقتصادية، ومواقع يجتمع بها شمل الناس، ويعرفون بلدهم، ويعيشون وطنهم. هذا التحول الكبير انعكس أيضاً على أمانات المناطق، وأحيي الأخ العزيز ضيف الله على هذه المبادرات الرائعة، وكنا في بدايات العمل نعمل بنوع من الاحتكاك والحساسيات، وكان الناس يشتكون من مشكلاتهم مع البلديات، وخصوصاً الشرقية، وكنت أحاول أن أقنعهم وأعرفهم هذه القضية الجديدة، وفعلاً أحيي أمانة المنطقة الشرقية، وأمانة الدمام، وأمانة الأحساء بكل صدق على هذه المبادرات الرائعة والهائلة التي أصبحنا فيها الآن شريكاً مهماً، واليوم أعلنت عن موافقة وزير الشؤون البلدية والقروية على إنشاء إدارة متخصصة في إدارة البلديات اسمها إدارة التراث العمراني الوطني، وهذا مكسب تاريخي؛ لأن التراث العمراني أصبح اليوم شريكاً على المستوى الوطني للهيئة العامة للسياحة والآثار، واليوم الهيئة في تنظيمها كلفت بالإشراف والمحافظة على التراث الوطني والعمل مع شركائنا وأعضاء مجلس الهيئة أيضاً من رؤوساء البلديات والوزارات الأخرى، ولذلك ولأول مرة يصبح للتراث العمران جهة حكومية مختصة تعمل على تطويره، ونظام الآثار الجديد أصبح اسمه نظام الآثار والتراث العمراني الوطني، وهذه نقلة تاريخية وهو في طريقه إلى الإقرار دون مشكلات، إن شاء الله، وسوف يعطي التراث العمراني بعداً جديداً في التسجيل والحماية... إلخ. قضية التراث العمراني اليوم اعترفت بها الدولة، وتلقفها المواطنون بعد تمنعهم في وقت سابق، وعملنا نحن معهم في قراهم، وأنا أسعد بالذهاب إلى القرى الصغيرة، وأتكلم مع أهلها، وهم رجال مخلصون وكرماء ومحبون لوطنهم، وكان بعض الناس يقولون لي: لِمَ لا تزيلون هذه القرية حتى نبني فيها مساكن للفقراء؟ كما قال لي الشيخ المنيع -عضو هيئة كبار العلماء- أو بعض سكان القرى، مثل: رجال ألمع، وقرية ذي عين والغاط وقرى أخرى، وكان يقولون: نحن نخجل أن الناس تزورنا وترى هذه المباني الطينية والحجرية المتهدمة، فأقول لهم: إن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- سكن في بيت من الطين، وصلى في مسجد من الطين، ولا أقارن طبعاً، ولكن أتكلم عن تجربتي الشخصية فأنا أسكن الآن في بيت من الطين، ورأيت الشباب الذين يبنون بيوتهم بالطين، وتمنيت أن يكونوا معنا اليوم، وكنت أبني مع أطفالي وما زلت أبني الآن، وعندنا الآن مقر مؤسسة التراث الذي سوف يبنى بالطين، ويتعاون معهم معلمي الأستاذ الدكتور صالح لمعي الذي التقيته منذ أكثر من عشرين عاماً في بناء بيت العذيبات، وكانت تجربة جميلة جدا،ً وتعلمت منه، ومن المهندس عبد الواحد الوكيل، وغيرهما، وعملنا معاً، وكنا نبني بأيدينا وما زلت وأنا أجد متعة في هذا الشيء. وأنا أقول للناس إن تجربة السكن في البيت الطيني تخترق الزمن والتاريخ، ولا يمكن أن أكون أنا وكل إنسان عاش بالسعودية متخلفاً، فأنا لا أهرب من التقنية، فالبارحة أنا جئت بطائرة، وعندي رخصة قيادتها، وهيئة السياحة من أولى الدوائر الحكومية في مجال توظيف التقنيات الحديثة، التي نستخدمها ليل نهار، وأرأس جمعيات التقنية، ونظمنا مؤتمر رواد الفضاء من قبل، وهذا لا علاقة له بقضية أننا نحب تراثنا، فهذا لا يعني أننا متخلفون، بل بالعكس، وأريد أن أكرر هذه العبارة التي أقولها دائماً للطلبة، وهو أنه تزداد قناعتي –وبالإثبات- أن اهتمام الناس بتراثهم وبتاريخهم يزداد مع تحضر الناس، وارتفاع مستواهم الاقتصادي، وقد ذكرت مثالاً على الدول المتقدمة: إيطاليا، وفرنسا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، فهذه الدول أكثر تقدماً في حماية تراثها، وفي إعادة المواقع إلى طبيعتها، وفتحها للناس. وقضية التراث هي قضية اقتصادية، وقضية فرص عمل، وقضية توطين المواطنين، وهذا سوف ترونه قريباً -إن شاء الله- في المواقع التراثية كيف يعود المواطنون، وخصوصاً في مجال السياحة والتراث، إلىتقديم الخدمات للسكن في قراهم الجملية وبساتينهم، والبنك الزراعي في اتفاقية مع الهيئة موّل أول مشروع ريادي في القصيم من ضمن تسعة مشروعات لبناء الاستراحات الريفية، ونلاحظ الآن إعادة تركيبة اقتصادية لاقتصادات المحلية في المملكة، التي تعتمد اليوم بنسبة 90% تقريباً على الدولة في الرواتب والمصاريف، وغيرها. وهذا خلل اقتصادي جداً، والآن جاء الوقت ليتحول إلى قيمة مضافة، ونحن نعمل الآن مع وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد، ووزارة العمل، ومنظمة العمل الدولية، والسياحة الدولية في دراسة طلبتها وزارة الاقتصاد للأثر الاقتصادي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. التراث العمراني هو جزء لا يتجزأ من هذه التركيبة الاقتصادية في إعادة تطويرها، وأتمنى من جامعة الملك فيصل، ويسعدنا في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن نرتب زيارة لهيئة التدريس، وطلبة كلية العمارة لبعض المشروعات في بلادنا، فنحن كنا نذهب إلى بلاد أُخر فيما مضى، ونريهم عمل غيرنا، ونحن الآن نذهب بهم إلى بلادنا -والحمد لله- فهناك فنادق الآن تبنى في بيوت تراثية، فقد كنت في محافظة الغاط الجميلة في منطقة نجد، وجلست مع الملاّك، وكنت أسعد بهم، ولم نكن نشترط أن يكون الملاك من أصحاب الشهادات، فكانوا يأتون رجالاً ونساء ونجلس معهم، وعندما بدأنا، كان الملاك متمنعين تماماً عن فكرة دخول بيوتهم وإرثهم ضمن جمعية وإنشاء فندق تراثي، والدولة تقدم التمويل الآن عن طريق بنك التسليف الذي يمول الآن القرى التراثية، ويمول أصحاب البيوت التراثية. قضينا نحو ساعتين في إقناعهم، وفي نهاية اللقاء قلت لهم: فكروا جيداً، وبعدها قرروا، فطلبوا التريث، وجاءني جماعة منهم وعددهم سبعون شخصاً دخلوا ذلك المشروع في تلك اللحظة، ومثل هذا حدث في ذي عين، وفي قرى أخرى ضمن المناطق المنتشرة في المملكة، والقرية الآن فيها نحو أربعين أو خمسة وأربعين بيتاً، ويمكن لطلاب كلية العمارة رؤية ذلك المشروع، حيث موّل مع قرى أخرى في المملكة بـ 7ملايين ريال، ووضع أيضاً الملاك مبلغاً إضافياً، ودخلت الشركة لتطوير الفندق وتشغيله، والآن الهيئة العامة للسياحة والآثار أقرت -بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة - إنشاء شركة الفنادق والضيافة التراثية، وسوف تكون باكورة مشروعاتها في أربع مناطق في المملكة بمبلغ 350 مليون ريال. والآن اكتملت منظومة التمويل، وأيضاً منظومة الشركات الرائدة، مثل شركة التراث العمراني، والضيافة التراثية التي سوف تنشئها الهيئة مع شركات من القطاع الخاص، وأيضاً نلحظ أننا ملاك الآن، وأتمنى أيضاً أن تشمل الدعوة زيارة الرياض، وتزوروا وادي حنيفة مثلاً، فهو مشروع رائد، وأنا أستغرب لماذا لم يقرروه في المناهج؟ إلى جانب زيارة مشروع تطوير الدرعية التاريخية، فهذه المشروعات فازت بجوائز عالمية، واعترف بها الناس، ولكن مواطنيها لم يروها بعد. بدأ الملاك في هذا الوادي وأنا قابلت أربعة منهم في تصميم وإنشاء فنادق تراثية مبنية من الطين، وأيضاً على ساحل البحر الأحمر، وفي مناطق أخرى، ففي الطائف والهفوف ومناطق أخرى في وسط جدة وفي وسط الرياض وفي أواسط تسع مدن، بدأت البلديات معنا، وهي شريك رائد، ونحن استثمرنا في البلديات استثمارات كبيرة، ونعمل مع البلديات على تنظيم رحلات لرؤساء البلديات والمهندسين إلى دول أخرى متقدمة في مجال التراث العمراني، وأنشئت إدارة متخصصة، وستكون وكالة مستقبلاً -إن شاء الله-. ونعمل مع البلديات في تصميم المشروعات السياحية، وقد انطلقت الآن في بلدية تبوك على شاطئ البحر الأحمر، وبلدية عسير، وأمانة الأحساء التي قمنا معها بتصميم سوق القيصرية تصميماً جديداً، ووقفنا موقفاً قوياً نحن والبلدية ضد أي محاولات تحويلها إلى مول أو ماشابه، وأنا تفاجأت بتطوير معظم عناصر وسط الهفوف، وأنا أوجه الدعوة إلى جميع الطلبة لزيارته، وأتمنى من الجامعة أن تضمه إلى موقعها بالإنترنت. في جامعة الملك عبدالعزيز، لما ذهبنا في العام الماضي كان هناك ملتقى الشباب، وهذه السنة ملتقى الشباب نظمناه في الأحساء، وإذا رغب الإخوان في المعرفة فعليهم أن يذهبوا إلى «الرابط»، وهناك موضوعات كثيرة تهم الأحساء ومن ذلك حوار جميل جداً أتمنى أنكم تشاركون فيه. وعندما ذهبت إلى جدة قضيت ثلاثة أيام في الأسواق التي جرت فيها الفعاليات، مثل سوق العثيم، وحين تزورونه تشاهدون الفعاليات والمعرض والقيصرية، وتشاهدون الأطفال وهم يبنون، ويعملون مع الحرفيين والبنائيين فنلمس التراث. وفي جدة كنت أذهب إلى الملتقيات يومياً، وأجلس في الخلف خلف المنطقة التي فيها البرنامج العلمي والمحاضرات، ولم أصدق عدد الطلبة الذين حضروا، وهذه الفعاليات كانت من الصباح إلى المساء، والجامعة سمحت لهم بالذهاب لحضور الملتقى، والقاعات لم تتحمل كثرة الناس المشاركين، وأنا أؤكد أن هذا الملتقى ليس ملتقى للعمارة، إنما هو للتراث العمراني الوطني بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والوطنية والسياسية، ثم أبعاده العمرانية. ونحن نقول للأمانات دائماً: اعملوا مع الناس، وأنا أؤمن بالمشاركة؛ لأن أكبر مكسب أن يتضامن معك الناس، ففي الطائف مثلاً عندما جمع الأمين الملاّك، قالوا: نحن لا نريد مبالغ مالية، بل نريد أن نعيد واجهات مبانينا، ونتيح ساحات أمامية فالمواطن السعودي عندما تعطيه قدره من التقدير والاحترام وبناء الشراكة فإنه يتجاوب معك، فلذلك أؤمن أن المواطن السعودي بنى هذه الدولة، وهذه الوحدة الكبيرة جداً قبل البترول والثروة؛ لأنه تلقى هذه المبادرة التاريخية بتوحيد بلاد الإسلام تحت مظلة الإسلام باحترام وتقدير، والمحافظة على القيم التي تجمع شمل الناس على الخير وتعاونهم بعضهم مع بعض، وهذه موضوعات أساسية يجب ألاّ ننساها، فلذلك اليوم، فإن الأعمال التي تقوم بها البلديات بالتضامن مع الملاك مثل ما حدث في الهفوف، وكل المناطق الأخرى أدت إلى أن الملاك أصبحوا يملكون هذه المبادرات، ويحافظون عليها، وينعمون، ويسعدون بها؛ فلذلك قضية التراث العمراني قضية وطنية مهمة أخرى، فكيف اليوم نحن مواطنون -وبخاصة الشباب- لا نعرف إلا الجزء اليسير من تاريخ هذه البلاد: كيف تكونت، وكيف تحققت هذه المعجزة، لقد بناها آباؤكم وأجداكم، ولم يبنها شخص ولا مجموعة ولا فئة، وحافظ عليها آباؤكم وأجدادكم. وهذه المواقع التاريخية المنتشرة في بلادنا هي كتب مهملة وقصص، ولا بد أن نحييها، ولا بد أن يعرف المواطن هذه المواقع التي حصلت فيها هذه القصة العجيبة، وهذه المعجزة الكبيرة الهائلة. الولايات المتحدة استثمرت في الستينيات الميلادية المواقع التاريخية أيام كان المد الشيوعي، وركزت أكثر في المواقع التاريخية التي حصلت فيها مسارات توحيد أمريكا، واليوم المواطن الأمريكي تجده يعرف قصة بلاده من أولها إلى آخرها، بل تجد عنده نوعاً من الاعتزاز. أما بلادنا، فإنها تشبه المعجزة، ولم أر إنساناً شرقياً أو غربياً أتي إلى هنا إلا وانبهر من آثار المملكة، ولكن المؤسف أن مواطنينا -وبخاصة الشباب- لا يعرفونها؛ فالسياحة متأخرة، والطرق السريعة غير مخدمة، وخطوط الطيران تعطل الناس عن الذهاب إلى المواقع، والمواطن اليوم غير محفز إلى أن يذهب ليتمتع، وهذا نراه الآن في انحسار إن شاء الله؛ لأننا نرى إقبالاً كبيراً من المواطنين والأسر والشباب على تراث بلادهم، وحرصاً على التمتع بهذا التاريخ العظيم لبلادهم، والتمسك بهذه المكاسب الكبيرة. أنا لم أصدق هذا التوسع العمراني في المنطقة الشرقية، فهو من دلائل النعمة الكبيرة التي نعيش بها، وما تتمتع به بلادنا من استقرار واطمئنان، ولا شك، أننا -مثل بقية الدول- لدينا مشكلات، ولكننا -والحمد لله- في وضع مطمئن، وقيادة المملكة تعمل وتسمع الناس، والاختراق الذي يحاول بعضهم القيام به مردود، ولم ينجح، على الرغم من المحاولات في كل مراحل هذه البلاد منذ تأسيسها حتى اليوم. وبلادنا اليوم في وضع اقتصادي قوي، والمواطن أصبح متعلماً، ويعرف هذا المكسب الكبير لبلاده ويعيه بشكل قوي؛ ولذلك نحن هذا اليوم نريد أن يؤدي التراث العمراني دوراً في إحداث نقلة محسوسة لدى المواطنين، وأحيي جامعة الدمام، والملتقى القادم سيكون -إن شاء الله- في المدينة المنورة بمناسبة أنها عاصمة الثقافة الإسلامية. مؤسسة التراث الخيرية مؤسسة بدأت صغيرة، وهي اليوم مؤسسة بذرت بذوراً جيدة، وخرج منها، ومن جمعية علوم العمران كثير من المبادرات الكبيرة التي أصبحت على المستوى الوطني، وسعدت أيضاً بوزارة التعليم العالي، وهي شريك قوي بالنسبة إلينا، وسوف نعلن اليوم عن تدشين كتاب تقوم به الوزارة عن التراث العمراني الوطني. وأبلغني معالي الوزير أن الوزارة التزمت دعم البحوث العلمية للطلاب في مجال التراث العمراني، ونستطع أن نعمل معهم في مركز التراث العمراني الوطني، وإرسال مجموعات الطلبة المتميزين إلى المؤتمرات الدولية. ونحن بدأنا به في الواقع بإرسال الطلبة المتفوقين مع رؤساء البلديات والمحافظين إلى دول كثيرة، مثل: إيطاليا، وتونس، ودول أخرى، والموضوع يحتاج إلى وقت، ولكنني متفائل كثيراً ومتفاجئ باعتقاد الناس أنهم سوف ينفرون من تراثهم، وأن كبار السن هم من يتلقفون تراثهم، ولكن العكس هو الصحيح، فأنا وجدت الشباب هم أكثر الذين يتوقون، ويتلقفون هذا التراث، وحوارهم البارحة كان حواراً غنياً وثرياً جداً، وعندنا الآن 600 شاب وشابة مسجلون اليوم عندنا في اللجان الاستشارية للتراث الوطني، ومتوزعون في أنحاء المملكة، وأنا قلت يوم أمس في جامعة الملك فيصل، وتجاوبت مع الإخوة والأخوات في إنشاء جمعية أصدقاء التراث، وأتمنى من جامعة الدمام اليوم أن توافق على إنشاء جمعية أصدقاء التراث في جامعة الدمام، ومستعدون نحن في دعم هذا التوجه، ونهيئ له كل الوسائل حتى ينجح، إن شاء الله. أنا شاكر لكم ومقدر، وأنا لا أهنئ الفائزين اليوم، فالجميع اليوم فائزون، ونحن نهنئ أنفسنا، وأنا بوصفي مؤسساً لمؤسسة التراث الخيرية أعتز بهذه المشاركات الكبيرة التي وصلتنا في هذه الجائزة المخصصة للمهنيين والطلبة، وعندنا الجائزة الكبرى التي تخصص للملاك ولأصحاب المبادرات الكبيرة في مجال التراث، وهذه سوف تمنح في العام القادم، وعندنا أيضاً جائزة الإنجاز مدى الحياة، التي فاز بها سابقاً الأمير تشارلز، الذي أتى إلى الرياض، وتحدث طويلاً عن قضية التراث العمراني، ومؤسسة الآغا خان المتميزة، كما فاز بها مجموعة من الرواد، والآن بترشيح من جمعية علوم العمران فاز بها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسوف يتسلمها -إن شاء الله- يوم الثلاثاء المقبل في قصر المربع في الرياض، وهو أحد المشروعات الرائدة التي قام بها، وموقع مؤسسة التراث الخيرية سوف ينشر معلومات عن مسوغات هذه الجائزة، وسوف يكرم، حفظه الله، ويكرم معه عشرات الأشخاص الذين عملوا على إحداث معجزة تاريخية في منطقة الرياض. والآن الرياض مقبلة على تطوير منطقة مساحتها 15 كيلومتر مربع بشكل متكامل، وهي المنطقة القديمة في الرياض، وباكورتها مشروع تطوير الظهيرة الذي يعدُّ في وسط الرياض وفيها نحوالي 400 بيت تاريخي، ومنطقة سكنية ومنطقة متاحف، وفيها متحف (تعيش السعودية). بلادنا غنية بتراكم التراث العمراني، ولكن أيضاً التراكم التاريخي على مدى آلاف السنين، فالناس في أمريكا منبهرون، ويعرفون أن هذه البلاد من البلاد ذات الوزن الثقيل تاريخياً وحضارياً وقيماً وأخلاقاً، وما يقوم به ملك هذه البلاد -يحفظه الله- من مبادرات تاريخية في مجالات إطفاء الاحتقان السياسي، والتدخل في السلام وحوار الأديان وحوار الحضارات، ليس شيئاً مبتدعاً أو فقاعة إعلامية إنما هو شيء موروث، وأنتم مواطنو المملكة السعودية –وباعتقادي- مبرمجون جينياً أن تكون لكم الريادة، فأنتم ورثتم هذا الدين العظيم، وتعيشون في بلد الإسلام، فلا مناص من أن يكون المواطن السعودي ذا أخلاق ووفاء وعزم؛ لأن من خرجوا من هذه الجزيرة العربية ونشروا هذا الدين هم أبناء هذا الوطن، وإذا نظرت في التاريخ، ونظرت إلى هجرة الإنسان من بداياته من إفريقية فستجد أنه مرّ من الجزيرة العربية، وإذا نظرت إلى الحضارات الضخمة تجدها تداولت في الجزيرة العربية، واستقرت، وهذا ما نستكشفه من الآثار، ومن الطبقات التاريخية. وهذه المنطقة الجزيرة العربية كان يدار منها اقتصاد العالم من تيماء، ومن مواقع أخرى، وأنتم اليوم ورثتم هذا التداول الحضاري العجيب من الحضارات المتعاقبة، وبلادنا ليست حالة طارئة على التاريخ، والمواطن السعودي ليس مواطناً هامشياً يحتاج إلى من يقول له: ماذا يعمل؛ فهو مثل البذرة الطيبة التي تعطيها قليلاً من الماء. ومن تجربتي خلال ثلاثين سنة أعمل مع المواطنين، وعملي اليوم صعب ومتعب، ولكنه أمتع عمل في المملكة العربية السعودية؛ لأنه يتاح لي أن أتنقل يومياً بين القرى والمدن، بين والأمناء وأمراء المناطق، وأتشرف بمقابلة سمو سيدي رئيس مجلس الوزراء وسمو ولي العهد، حفظهما الله، والوزراء، وأعمل معهم في حل مشكلات واشتباكات يومية، ونجد الحلول، ولذلك أنا أجزم اليوم أننا في بلادنا في مرحلة انتقالية تاريخية، والمواطن اليوم لابد أن يكون رأس الحربة، فالمواطن المخلص الذي يعرف وطنه، ويقدر هذا الوطن، وهذه المكاسب الكبيرة جداً سوف يكون -إن شاء الله- السد المنيع أمام محاولات الاختراق البائسة التي شهدتها البلاد عبر التاريخ، وكلها اندثرت، فكل من حاول اختراق بلادنا، وحاول أن يسبب خللاً أمنياً، أو يفرق بين الناس اندثر، وبقيت هذه البلاد على مبادئ ثابتة لم تتغير منذ تأسيسها، فهي التزمت المبادئ نفسها، فلا تتلون بالألوان الجديدة، ولا تطلق قناة فضائية جديدة بحثاً عن سمعة، فبلادنا لا تحتاج إلى دعاية، بل تحتاج إلى إظهار الحقائق فقط. وكل واحد منكم هو جزء من إظهار هذه الحقائق، وقد قابلت اليوم أحد الظلاب، واسمه عبدالرحمن الغامدي (من جامعة الدمام)، وقد عمل مشروعاً في نجران أو في تبوك، فهذه معجزة تاريخية تحدث في بلاد لمت الشمل، وجمعت الأمة. أشكركم على حضوركم اليوم، وعلى استضافة هذه الجائزة التي هي جائزتكم. والسلام عليكم.


فيديو الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك، ورحمه الله وبركاته، والحمد لله رب العالمين أن نأتي هذا المكان المبارك -المدينة المنورة – في هذه الجامعة المتميزة...جامعة طيبة، لتنطلق اليوم إحدى حلقات سلسلة متواصلة – إن شاء الله- تتعلق بتراثنا الوطني وهو التراث الذي هو في حقيقة الأمر متأصل في المواطن منذ ولادته. وكان على الكل اليوم – مؤسسة التراث الخيرية وهيئة السياحة والآثار،ووزارة التعليم العالي –، فتح النوافذ والأبواب حتى نريه نور الطريق مضيئا كي يتوجه إلى مواقع التراث، ويستلهم منها هذا الطريق العظيم لهذه البلاد التي توحدت أرضها تحت راية الإسلام واستمرت – ولله الحمد – بلاد آمنة مستقرة مزدهرة وبسبب تطوره – ولله الحمد – في ظل القيم التي شكلت إنسان هذا البلد وجعلته إنساناً مخلصاً في المحافظة على وطنه والمحافظة على إرثه والمحافظة على مكوناته، وأيضا مؤتمن على مستقبله – إن شاء الله- أود اليوم أن أتوجه بالشكر لأخي الأمير فيصل بن سلمان على رعايته هذا المؤتمر، كما أود أن أحتفي بهؤلاء الذين تواصلوا معنا اليوم الدكتور السيف، والدكتور مزروع وإعلان هذا اليوم بداية لانطلاق مركز التراث العمراني الإسلامي من المكان الذي انطلق منه الإسلام إلى العالم ألا وهو المدينة المنورة. إن الحديث عن الجامعات حديث مهم جداً، وقد سألني الدكتور مزروع منذ قليل سؤالاً مفاده.. هل جائزة التراث العمراني تتبع هيئة السياحة؟ فقلت له: لا بل في الواقع تتبع لمؤسسة التراث الخيرية التي تأسست قبل أكثر من عشرين عاما أي قبل هيئة السياحة، وكانت فكرة الجائزة أننا نود الاحتفاء بالناس الذين يحبون التراث ويحافظون عليه. في بداية الاهتمام بالتراث العمراني، كنا نعيش فترة التنمية وأبعاد التطوير والتحديث في المملكة، فكان النظر إلى للتراث العمراني كأنه أمر ثانوي والنظر إليه كأنه أمر يمكن اللحاق به في وقت لاحق والتركيز الآن – حينئذ - على أمر أهم،أيضاً كان هناك نظرة- إلى حد ما -،أو تجاهل أو جهل بأهمية التراث العمراني، وبتوفيق من الله –تعالى- قمت بتأسيس مؤسسة التراث الخيرية وكنت قبل ذلك أيضا الرئيس الفخري لجمعية علوم العمران السعودية، فقلت للدكتور مزروع: اهتمامي بهذه القضية بدأ من سنة 1407هـ تقريبا بسبب أنني كنت أبحث في قضية ترميم وبناء منزل أسكن فيه،مبني بالطين في مزرعة نخيل في وادي حنيفة بجوار الدرعية،وعندما ذهبت إلى الدرعية باحثاً عن موقع كنت أقصد أن أعيش في منطقة لها ارتباط تاريخي مع وطني وبأسرتنا من ثلاثمائة عامٍ،عند انطلاق الدولة السعودية الأولى عام 1945م،في منطقة واحة تكون مفتوحة، فأنا - بطبيعتي- أحب النظر إلى السماء ولا أحب الغرفة المغلقة كثيراً، فوجدت هذا البيت بجوار مزرعة كبيرة كان يمتلكها الملك فيصل – يرحمه الله – وتملكت المزرعة، أسعد اليوم بأن يجلس معنا مجموعة من المميزين: دكتور صالح لمعي، دكتور صالح لو سمحت أن تقف باسم المجموعة والسيد علي قبلاي، ولاحقا الدكتورخالد عزام، الدكتور صالح: أود أن نفتح المجال للحوار). كان هناك حوار حول هذا البيت الطيني، ونشر عنه كتاب باسم (Back to Earth) والكتاب الآن سيطبع هذه السنة، وتصدر منه نسخة باللغة العربية، ويمكن تسجيله على موقع مؤسسة التراث الخيرية، اعتقد الدكتور أسامة عنده المعلومات حول هذا الكتاب. كانت زيارتي للمزرعة بالصدفة، (كنت أريد بيتاً، وبدأنا نبحث عن بيت استأجره أو اشتريه وهكذا) ولما ما وفقنا في ذلك،قلت: أتمشى في الطريق مع المهندس عبد الله الدغيثر- اعتقد انه كان موجود هنا- ودخلنا هذه المزرعة وكانت مفتوحة فوجدنا (الوقاف - أي الحارس) المسؤول وهو رجل بسيط نسميه الوقاف، كانت المزرعة متهدمة والبيت الطيني متهالك، فاستقطبت المهندس راسم بدران واستقطبت أيضا الدكتور المهندس عبد الواحد الوكيل – عبد الواحد الوكيل تعرفونه طبعا وهو من المتميزين في مجال العمارة وصادفه اليوم ظرف بسيط - إن شاء الله – سيأتي اليوم أو باكر وقد بنى الدكتور الوكيل مساجد كثيرة في المملكة، وحصل معنا على جوائز عالمية،منها مساجد في المدينة المنورة وفي القبلتين، والميقات وأعتقد قباء. استقطبت الدكتور عبد الواحد- في هذا الوقت- وبدأنا نعمل على هذا الحوار، هل نهدم هذا البيت؟ هل نرممه؟ إلى آخره....، وتوصلنا إلى أن نعيد ترميم هذا البيت ولذلك هناك ورقة مهمة سيقدمها المهندس علي قبلاي، وهو رجل مميز بكل المقاييس اليوم اعتقد أو يوم الثلاثاء...يوم الثلاثاء، أتمنى أن تحضروها، تتعلق بقصة كينونة هذا المكان!!وكيف كان التعاون مع الشخصيات؟!


فيديو الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم نحن نعتز بأن هذه الجائزة تصاحب ملتقى التراث العمراني الوطني في عسير، ونعتز بهذا التوسع في نشاط الجائزة وبأننا اهتممنا بأهمية التراث العمراني ليس كمكون عمراني فقط بل ومكون ثقافي واقتصادي. ونرحب بكم في ملتقى التراث العمراني الوطني، في منطقة عسير ونحن نعتز بأن هذه الجائزة تصاحب هذا الملتقى الهام بهذا الشكل بهذه الجامعة العريقة جامعة الملك خالد ونعتز بهذا النشاط الكبير والتوسع في أعمال الجائزة الذي نراه واضحا للعيان ونرى هذه الحركة الكبيرة جدا في عالمنا العربي وفي الخليج خاصة والمملكة العربية السعودية بأننا انتبهنا في الفترة الأخيرة الى أهمية التراث الوطني ليس كمكون عمراني فقط ولكن كمكون لحياتنا واقتصادنا وتاريخنا ولشخصيتنا وقبل أن نتكلم عن موضوع الجائزة بإختصار أود أن أركز أننا في المملكة العربية السعودية نمر بمرحلة انتقالية على مستوى العالم العربي وهذا ما سمعته من رؤساء المنظمات الدولية اليونسيكو ومنظمات أخرى. أن ماتقوم به المملكة العربية السعودية في مجال التراث العمراني من جهود هي تحت مظلة المشروع الرائد مشروع الملك عبدالله -يرحمه الله- للعناية بالتراث الحضاري هذا المشروع الشمولي الذي يمثل حركة إنتقال كبيرة جدا في المملكة لابراز التراث الوطني وتطويره واستثماره وإظهاره للعالم والتعريف بتاريخ المملكة الجزيرة العربية مهد الحضارات وهي المكان الذي تلقت فيه الرسالة الإنسانية الأولى انتقلت به إلى انحاء العالم وهي المكان الذي تأسست فيه وتشكلت فيه حضارات عريقة. منطقة عسير منطقة غنية بالتاريخ والتراث حدثت على أرضها وانتقلت حضارات كثيرة وحصلت فيها تبادل وتداول كبير جداً -بلا شك- منطقة عسير أيضا فيها من المساهمين الأوائل في توحيد هذه الدولة المباركة . هذه الجائزة جاءت لتحفيز الجميع ليتضامنوا في النظر في قضية تطوير التراث العمراني الوطني على انها قضية ليست فقط قضية تاريخ وحنين للماضي أو عماره وترميم أو قضية هندسية ولكنها قضية استعادة الشخصية. أحث الدول المتقدمة والمتحضرة أن تجعل هناك جوائز خاصة بالتراث العمراني لقد تولد عندي انطباع أن كلما ارتقا مستوى التحضر كلما ارتفع اهتمام الناس بالعناية بتراثهم. نحن في المملكة العربية السعودية المجتمع التحضر الشمولي الذي يسعى إليه قائد هذه البلاد سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي أقر مشروع الملك عبدالله -رحمه الله- للعناية بالتراث الحضاري في وقت سريع واستثنائي وانه يرى في هذا المشروع مشروعاً تاريخياً استعاد تاريخ وشخصية هذا الوطن . ولفت أنه كلما ازداد مستوى التحضر كلما ازداد اهتمام الناس بتراثهم وقد اعلن سموه خلال الكلمة عن جائزة جديدة للتراث العمراني خاصة بالمشاريع الحكومية وقال سموه « أحث فيها الجميع إلى المساهمة في التراث العمراني . لعل إعلان اليوم المهم والأساسي هو -وبعد فلم قصير- أردت من هذا الموقع التاريخي أن أعلن تشرف الجائزة وهي تقدم جائزة استثنائية اسمها «جائزة الإنجاز مدى الحياة» كان آخر من تشرفت الجائزة باستلامها وقبولها في حفل بهيج بقصر المربع بالرياض، هو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بصفته هذه، وأيضاً بصفته أساساً أمير لمنطقة الرياض -آنذاك-، ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، التي شهدت على يده التطوير -حقيقة نقلات تاريخية ضخمة جداً-، وأعادت وسط الرياض المركز التاريخي، والرياض اليوم سوف تشهد -إن شاء الله- ومن ضمن أكثر من ستة عشر مشروعاً لتطوير وسط المدن منها وسط مدينة أبها، وهذا هو الحلم الذي نعمل عليه مع سمو أمير المنطقة -جازاه الله كل خير- وأيضاً مع الرجل الأمين أمين منطقة عسير القادر القوي الذي -إن شاء الله- سوف يجعل هذه البصمة التاريخية باستعادة وسط أبها التاريخية، وإعادتها إلى مكانها الطبيعي، وأود أن أنوه إلى أن الرياض الآن ستشهد مشروعاً بمساحة خمسة عشر كيلومتر، ولكن الإعلان اليوم هو أيضاً عن الشخص الذي تشرفت الجائزة بقبوله لها بحماس كبير، وقد يعكس هذا الحماس الكلمة التي سيلقيها سموه الآن عن «جائزة الإنجاز مدى الحياة» وقد قبلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير السابق.


فيديو الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم. أخي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، رئيس لجنة التنمية السياحية، معالي رئيس جامعة القصيم الدكتور خالد الحميدي، سعادة عميد كلية العمارة، الأخوة والأخوات الأعزاء. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حقيقة يجب من اليوم أن نجعل هذا الحدث يتحدث عن نفسه، ولكني في غاية السعادة اليوم أن أرى أن أصبحت قصة التراث العمراني هي قضية الجامعات، وقضية التعليم، وقضية الأجيال الناشئة. الآن ونحن نرى الفائزين بهذه الجائزة والذين عملوا وقدموا مشروعات، هم الحقيقة مئات من الطلبة والطالبات. إنهم حماة هذا المستقبل الذي نطمح إليه بأن يكون تراثنا العمراني جزءاً من تكوين العملية التعليمية، وبالتالي جزءاً من تكوين المهندس المعماري. والمخطط المستقبلي للمملكة العربية السعودية. يسعدنا مشاركة اليوم أخوة وزملاء ووزراء السياحة، ورؤساء هيئات التراث في الخليج العربي. ويسعدنا أيضاً أن نكون في منطقة القصيم الحبيبة، ولا يستغرب أن تنطلق هذه المبادرات المهمة اليوم من القصيم التي جعلت العلامة الفارقة هي تراث منطقة القصيم، وسط المملكة العربية السعودية، والتراث الوطني بشكل عام، نحن حقيقة سعيدين أيضاً وأنا بالذات بشكل شخصي سعيد بما سمعت من معالي الدكتور خالد الحميدي عن هذه الأطروحات المهمة اليوم، وهذه النقلات أعتقد كون الجامعة تنطلق في تأسيس مركز لها يبنى بطريقة تقليدية، سوف يتعاون مع مركز التراث الوطني وبرنامج بارع للحرفيين؛ لجعل هذا المشروع تحت مرحلة تصميمه ومرحلة إنشائه مدرسة بحد ذاتها موثقة، يعمل فيها جميع الطلبة الذين يريدون أن يعملون كما نؤمل أن أكون واحد من الذين يبدأون في هذا المشروع ببناء جزء من هذا المشروع، معنا الأمير فيصل يشارك معنا إن شاء الله ونؤمل بأن يفتح هذا المشروع للطلبة الذين يشاركون في البناء جزء من عملية التعليم وجزء من عملية درجات كليات العمارة، كما نقوم بالهيئة الآن في جميع مناطق المملكة، وحقيقة سررت بشكل خاص على إطلاق برنامج الماجستير للدراسات العليا في مجال التراث العمراني الوطني، وحقيقة هذه المفاجأة لم أعرف عنها من قبل، ويذكر دكتور أحمد السيف بأنا عملنا قبل عشرين عاماً لإطلاق برنامج مماثل وبرامج مماثلة لتوطين التراث العمراني الوطني في التعليم الجامعي ولم تلق النجاح في ذلك الوقت، النجاح بسبب اعتقادنا هو الاستعداد الذهني والاستعداد المعنوي للجامعات السعودية؛ لتقبل ما كان يسمى ويعتق أن التراث هو جزء من الماضي فقط، وأن التراث هو الجزء البالي من الماضي فقط، وهذا هو الشيء الذي ثبت اليوم مع انطلاقة المؤتمرات وهذه النشاطات على مستوى الوطن. إن التراث الوطني الذي أصبح اليوم ويرعاه خادم الحرمين الشريفين ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، وأصبحت الدولة اليوم تصدر قرارات واحد تلو الآخر؛ لتغير الأنظمة ضمن نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، وأصبحت الدولة اليوم تؤسس شركات مثل شركة الضيافة والفنادق التراثية، وتؤسس برامج للتمويل، وتؤسس في الجامعات مسارات مهمة جداً؛ لتأصيل ارتباط المواطن والشباب والطلاب ليس فقط كليات العمارة ولكن بشكل عام في كليات مختلفة؛ لأن التراث الوطني اليوم مقبل كاقتصاد جديد، اليوم تقوم دول معروفة ومتحضرة، دول في أوروبا وغيرها يقوم اقتصادها على جزء كبير على محافظتها على تراثها، وإعادة الاعتبار للمواقع والمباني والمدن التاريخية، وأصبحت هي مقاصد سياحية وثقافية، ويعقد فيها الفعاليات والتجمعات الاستثمارية الخ. ونحن نقول اليوم: - والله أعلم - ولكنها تجربة استمرت الآن ثلاثين عاماً في معاصرة هذه القضية الشائكة والتي - بحمد لله - انطلقت اليوم برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وليست رعاية شكلية أو مجرد قرار هي رعاية ومتابعة دقيقة ولا يمر أسبوع أو يوم إلا يتحدث معي - يحفظه الله - أو أكون بمعيته إلا يسألني ويعاصر هذه القضية، كما وأنه نفسه شخصياً أمر في وقت ما ببناء منزل يستقبل فيه الضيوف وهو منزل العوجا، وأصبح قصر العوجا يذكره يومياً بالتراث ويعتز ويسعد في هذا المكان ويستقبل فيه ضيوف الدولة، لذلك وجود الماجستير علامة فارقة تحسب لجامعة القصيم ولمعالي مدير جامعة القصيم وسعادة عميد كلية العمارة، هذا الرجل النشيط يأتي من أشرف بقاع الأرض مكة المكرمة، (وقد قلت للدكتور بأني أشوف حماس الطلبة أكيد يحبونك لكن لابد وأنك أعطيتهم إجازة اليوم) والمهم أن الجائزة أيضا انطلقت من القصيم نحن كنا نعمل أن يطلق برنامج الماجستير، والتعليم الجامعي مع جامعات كثيرة في الحقيقة أراها بجامعة القصيم وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك الفيصل، ونراه قريباً في جامعة الملك سعود وقريباً تُعلن مع برامج أخرى وجامعات المملكة. إن اليوم ننطلق في قضية التراث الوطني كمحور اقتصادي ونحن الآن سوف نقدم للدولة دراسة المردود الاقتصادي لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالبعد الحضاري، والجائزة هي جائزتكم، والجائزة في الحقيقة هي التي أسست لشحن الهمم وإدخال الطلبة والطالبات منذ بداية تعليمهم فيما يتعلق بتراثنا الوطني، لا يعقل أن تستمر الجامعات السعودية بتدريس العمارة بانفصال تام عن تراث البلد التي تعيش فيها الجامعة، والبلد الذي يحتضن الجامعة، والبلد الذي يصرف على الجامعة، والبلد الذي يبني مباني الجامعة، والبلد الذي ابتعث معلمين كليات العمارة والتخطيط والكليات الأخرى على حسابه، لا يعقل أن تكون ثقافات الحضارات الأخرى هي محور تعليم الطالب والمواطن السعودي، هذا التحول حقيقية حاولنا أن يبدأ من أكثر من عشرين عاماً ولكنه أحيانا الأمور المهمة تحتاج إلى وقت وتحتاج تغير في الظروف وفي البشر في بعض الأحيان. إن أخي أيضا معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل حقيقة وهو الذي كان معاصراً لهذه القضية ويعمل بجد لحث الجامعات على الانطلاق لتوطين تراثنا العمراني الوطني في كليات العمارة متزامنا مع معرفة المعماري السعودي بكل التكوينات المعمارية على مستوى الحضارات الأخرى والمدارس الحديثة الجديدة؛ ليكون معمارياً مبدعاً منطلقا من أساس؛ لما نشوف اليوم معماريين من دول صديقة مثل لبنان والمغرب والعراق الذين يستوحون من تراثهم اليوم ومن حضاراتهم، ويسعدني اليوم من أن أشارك معكم كمحاضر زائر في كلية العمارة في الماجستير وهذه فرصة وطبعا لو كان هناك مكافاة سأقدمها لصندوق الجامعة للطلبة والطالبات، وآمل أن لا يطبق على المعايير الأكاديمية لأنني لم أمشي بها، أنا متطفل على قضية العمارة في الحقيقة هي قضية تراث الوطن وهذه فرصة أن أكرر زيارتي للقصيم، وأسعد أن يعمل معي من أبناء وبنات القصيم، ويسعدني أن أكون هناك ضيافة أبناء أخي الأمير فيصل وأسعد بالقرب منكم وشكرا لكم. بسم الله الرحمن الرحيم. أخي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، رئيس لجنة التنمية السياحية، معالي رئيس جامعة القصيم الدكتور خالد الحميدي، سعادة عميد كلية العمارة، الأخوة والأخوات الأعزاء. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حقيقة يجب من اليوم أن نجعل هذا الحدث يتحدث عن نفسه، ولكني في غاية السعادة اليوم أن أرى أن أصبحت قصة التراث العمراني هي قضية الجامعات، وقضية التعليم، وقضية الأجيال الناشئة. الآن ونحن نرى الفائزين بهذه الجائزة والذين عملوا وقدموا مشروعات، هم الحقيقة مئات من الطلبة والطالبات. إنهم حماة هذا المستقبل الذي نطمح إليه بأن يكون تراثنا العمراني جزءاً من تكوين العملية التعليمية، وبالتالي جزءاً من تكوين المهندس المعماري. والمخطط المستقبلي للمملكة العربية السعودية. يسعدنا مشاركة اليوم أخوة وزملاء ووزراء السياحة، ورؤساء هيئات التراث في الخليج العربي. ويسعدنا أيضاً أن نكون في منطقة القصيم الحبيبة، ولا يستغرب أن تنطلق هذه المبادرات المهمة اليوم من القصيم التي جعلت العلامة الفارقة هي تراث منطقة القصيم، وسط المملكة العربية السعودية، والتراث الوطني بشكل عام، نحن حقيقة سعيدين أيضاً وأنا بالذات بشكل شخصي سعيد بما سمعت من معالي الدكتور خالد الحميدي عن هذه الأطروحات المهمة اليوم، وهذه النقلات أعتقد كون الجامعة تنطلق في تأسيس مركز لها يبنى بطريقة تقليدية، سوف يتعاون مع مركز التراث الوطني وبرنامج بارع للحرفيين؛ لجعل هذا المشروع تحت مرحلة تصميمه ومرحلة إنشائه مدرسة بحد ذاتها موثقة، يعمل فيها جميع الطلبة الذين يريدون أن يعملون كما نؤمل أن أكون واحد من الذين يبدأون في هذا المشروع ببناء جزء من هذا المشروع، معنا الأمير فيصل يشارك معنا إن شاء الله ونؤمل بأن يفتح هذا المشروع للطلبة الذين يشاركون في البناء جزء من عملية التعليم وجزء من عملية درجات كليات العمارة، كما نقوم بالهيئة الآن في جميع مناطق المملكة، وحقيقة سررت بشكل خاص على إطلاق برنامج الماجستير للدراسات العليا في مجال التراث العمراني الوطني، وحقيقة هذه المفاجأة لم أعرف عنها من قبل، ويذكر دكتور أحمد السيف بأنا عملنا قبل عشرين عاماً لإطلاق برنامج مماثل وبرامج مماثلة لتوطين التراث العمراني الوطني في التعليم الجامعي ولم تلق النجاح في ذلك الوقت، النجاح بسبب اعتقادنا هو الاستعداد الذهني والاستعداد المعنوي للجامعات السعودية؛ لتقبل ما كان يسمى ويعتق أن التراث هو جزء من الماضي فقط، وأن التراث هو الجزء البالي من الماضي فقط، وهذا هو الشيء الذي ثبت اليوم مع انطلاقة المؤتمرات وهذه النشاطات على مستوى الوطن. إن التراث الوطني الذي أصبح اليوم ويرعاه خادم الحرمين الشريفين ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، وأصبحت الدولة اليوم تصدر قرارات واحد تلو الآخر؛ لتغير الأنظمة ضمن نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، وأصبحت الدولة اليوم تؤسس شركات مثل شركة الضيافة والفنادق التراثية، وتؤسس برامج للتمويل، وتؤسس في الجامعات مسارات مهمة جداً؛ لتأصيل ارتباط المواطن والشباب والطلاب ليس فقط كليات العمارة ولكن بشكل عام في كليات مختلفة؛ لأن التراث الوطني اليوم مقبل كاقتصاد جديد، اليوم تقوم دول معروفة ومتحضرة، دول في أوروبا وغيرها يقوم اقتصادها على جزء كبير على محافظتها على تراثها، وإعادة الاعتبار للمواقع والمباني والمدن التاريخية، وأصبحت هي مقاصد سياحية وثقافية، ويعقد فيها الفعاليات والتجمعات الاستثمارية الخ. ونحن نقول اليوم: - والله أعلم - ولكنها تجربة استمرت الآن ثلاثين عاماً في معاصرة هذه القضية الشائكة والتي - بحمد لله - انطلقت اليوم برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وليست رعاية شكلية أو مجرد قرار هي رعاية ومتابعة دقيقة ولا يمر أسبوع أو يوم إلا يتحدث معي - يحفظه الله - أو أكون بمعيته إلا يسألني ويعاصر هذه القضية، كما وأنه نفسه شخصياً أمر في وقت ما ببناء منزل يستقبل فيه الضيوف وهو منزل العوجا، وأصبح قصر العوجا يذكره يومياً بالتراث ويعتز ويسعد في هذا المكان ويستقبل فيه ضيوف الدولة، لذلك وجود الماجستير علامة فارقة تحسب لجامعة القصيم ولمعالي مدير جامعة القصيم وسعادة عميد كلية العمارة، هذا الرجل النشيط يأتي من أشرف بقاع الأرض مكة المكرمة، (وقد قلت للدكتور بأني أشوف حماس الطلبة أكيد يحبونك لكن لابد وأنك أعطيتهم إجازة اليوم) والمهم أن الجائزة أيضا انطلقت من القصيم نحن كنا نعمل أن يطلق برنامج الماجستير، والتعليم الجامعي مع جامعات كثيرة في الحقيقة أراها بجامعة القصيم وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك الفيصل، ونراه قريباً في جامعة الملك سعود وقريباً تُعلن مع برامج أخرى وجامعات المملكة. إن اليوم ننطلق في قضية التراث الوطني كمحور اقتصادي ونحن الآن سوف نقدم للدولة دراسة المردود الاقتصادي لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالبعد الحضاري، والجائزة هي جائزتكم، والجائزة في الحقيقة هي التي أسست لشحن الهمم وإدخال الطلبة والطالبات منذ بداية تعليمهم فيما يتعلق بتراثنا الوطني، لا يعقل أن تستمر الجامعات السعودية بتدريس العمارة بانفصال تام عن تراث البلد التي تعيش فيها الجامعة، والبلد الذي يحتضن الجامعة، والبلد الذي يصرف على الجامعة، والبلد الذي يبني مباني الجامعة، والبلد الذي ابتعث معلمين كليات العمارة والتخطيط والكليات الأخرى على حسابه، لا يعقل أن تكون ثقافات الحضارات الأخرى هي محور تعليم الطالب والمواطن السعودي، هذا التحول حقيقية حاولنا أن يبدأ من أكثر من عشرين عاماً ولكنه أحيانا الأمور المهمة تحتاج إلى وقت وتحتاج تغير في الظروف وفي البشر في بعض الأحيان. إن أخي أيضا معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل حقيقة وهو الذي كان معاصراً لهذه القضية ويعمل بجد لحث الجامعات على الانطلاق لتوطين تراثنا العمراني الوطني في كليات العمارة متزامنا مع معرفة المعماري السعودي بكل التكوينات المعمارية على مستوى الحضارات الأخرى والمدارس الحديثة الجديدة؛ ليكون معمارياً مبدعاً منطلقا من أساس؛ لما نشوف اليوم معماريين من دول صديقة مثل لبنان والمغرب والعراق الذين يستوحون من تراثهم اليوم ومن حضاراتهم، ويسعدني اليوم من أن أشارك معكم كمحاضر زائر في كلية العمارة في الماجستير وهذه فرصة وطبعا لو كان هناك مكافاة سأقدمها لصندوق الجامعة للطلبة والطالبات، وآمل أن لا يطبق على المعايير الأكاديمية لأنني لم أمشي بها، أنا متطفل على قضية العمارة في الحقيقة هي قضية تراث الوطن وهذه فرصة أن أكرر زيارتي للقصيم، وأسعد أن يعمل معي من أبناء وبنات القصيم، ويسعدني أن أكون هناك ضيافة أبناء أخي الأمير فيصل وأسعد بالقرب منكم وشكرا لكم.


فيديو الكلمة












                                            جميع الحقوق محفوظة © لموقع جائزة الامير سلطان بن سلمان للتراث العمراني