جائزة مشروع الحفاظ على التراث العمراني

 - سوق المجلس بمحافظة المذنب

تقع محافظة المذنب في المنطقة الوسطى للمملكة العربية السعودية في الجزء الجنوبي لمنطقة القصيم، على بعد 70 كم تقريباً من مدينة بريدة من جهة الشمال، وقد حباها الله سبحانه وتعالى بطبيعة جغرافية، ومناخية وبيئة زراعية أدت دوراً مهما في تشكيلها العمراني.

سوق المجلس بالمذنب
كانت محافظة المذنب محطة لكثير من القبائل والرحل، لذلك نشأ السوق القديم امتداداً للتبادل التجاري السائد في ذلك الوقت، ويقع هذا السوق والمسمى (بالمجلس) في شرق المذنب، بجوار الجامع الداخلي القديم، وكان قد اكتسب شهرة في بلاد نجد منذ زمن بعيد. ويرجع تاريخ نشأته إلى ما قبل القرن العاشر الهجري.
ومن خلال تزايد الاهتمام بالتراث العمراني والذي كان للهيئة العامة للسياحة والآثار دور رئيسي فيه، بذلت بلدية محافظة المذنب جهوداً كبيرة في سبيل استغلال هذا الموقع التاريخي الهام حيث تم ترميمه من قبل البلدية لكي يكون معلماً تراثياً يحكي ماضي الأجداد للأجيال القادمة.
وكان يتوافد عليه الناس من مناطق المملكة كافة من حاضرة وبادية. ويقام حراج كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة مباشرة، وخلال النهضة العمرانية التي شهدتها المحافظة تم تشييد الأسواق الحديثة والمخططات الجديدة، مما أدى إلى هجرة الديرة القديمة دون المساس بالمباني القديمة، أو ترميمها، مما تسبب في توقف نشاط السوق منذ عام 1398هـ بسبب هجرة السكان.
تميزت العمارة في منطقة الديرة القديمة بالمذنب بمفردات عمرانية، تستمد تميزها من التزامها بالقيم والمبادئ الإسلامية، التي انعكست على النمط العمراني، وذلك من خلال تحقيقه للخصوصية، ومراعاته للظروف الاجتماعية، إضافة إلى ذلك تتميز تلك العمارة بالامتداد الأفقي، وتوافر الفناء الداخلي والتدرج، في الفراغات الخارجية.